فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

في مطار احتله البعوض، غمامات من البعوض، ولوثته مصابيح كهربائية غامضة شبه مدوخة، انتظرنا حقائبنا التي لم تصل، وبعد ساعة ونصف وربع استيأس جميعنا من وصول حقائب المرضى، وذهبنا إلى مكتب مسؤول "اليمنية"، الذي نصح الجميع بكتابة بلاغ مشفوع برقم بطاقة الرحلة (بوينج) ورقم سند الحقائب. وكان الذي طمأننا أن "اليمنية" أصبح من عاداتها أن يصل الركاب ولا تصل حقائبهم إلا بعد أيام. وخمن أحد الركاب أن يكون أمن الاحتلال الإماراتي والسعودي بأقسامه سبب التأخير "الانتقالي" أو "الشرعي" و"الجنوبي" و... و... ومن المؤسف أن مسافرة عربية انهارت باكية انتظرها الباص خارج المطار ليأخذها إلى حضرموت ثم غادر بدونها، وانهارت باكية متسائلة: وأنا أروح فين وفلوسي في الحقيبة؟! ولئن صدق تخميني أن تأخر الحقائب سببه الاحتلال لعدن، فإن هذا الاحتلال القبيح كان عليه أن يراعي قانون الطيران، الذي يلزم أي شركة طيران بتوفير سكن مناسب وتعويض مناسب لأي مسافر يعاني من نتيجة كهذه!
هناك فساد بملايين الدولارات في "اليمنية"، وأنا أسأل: كم هي المبالغ التي تصرف على مكاتب "اليمنية" في الخارج؟ ولقد رأيت هذا الفساد بعيني عندما حصل لي طارئ في مطار بومباي في الهند، عندما أحالني موظف لمراجعة المكتب الخاص بـ"اليمنية" في الدور الثاني من المبنى. المكتب عبارة عن مترين في مترين، مشحون بملفات بالية وموظف غادر الغرفة وذهب إلى أين؟! لا تدري! ولم يعد، لولا مبادرة موظف هندي رآنا نكاد نحطم الباب الزجاجي، سخره الله لفتح الباب مكملاً إجراءات الرحلة.
في فترة سابقة، كانت "اليمنية" مثالاً للانضباط والجودة في الخدمات، فكان على مستوى التغذية تقدم في الفطور كبدة وعلبة مربى وقطعة جبن وزبدة وسلطة وزيتوناً وقهوة وشاياً وعصيراً... أما الآن نسأل: كم هي نفقات التغذية في "اليمنية"؟! ومقابل ماذا؟!

أترك تعليقاً

التعليقات