خدمة أو خدعة؟
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أول ما نريده من الأخ وزير الخدمة المدنية أن يطرح قانوناً شاملاً يسجل في أول سطر منه الآتي:
1ـ يحق للأستاذ الجامعي أن يستمر في التعليم أكثر من ستين سنة.
2ـ من حقه إذا تجاوز هذه المدة أن يحال إلى المعاش أو يستمر أستاذاً.
فالدولة علمت وخرجت وأهلت كوادر ممتازة، فإذا نضج الأستاذ وكبر رميناه في الشارع؟! هذا إفراط وتفريط لا يسر أحدا. وحدث في مصر أن روجع قانون الخدمة المدنية وترك للأستاذ الخيار بعد أن عرضوا على من بلغ السن القانونية أن يستمر مشاركاً في الإشراف على رسائل الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) أو مستشاراً في لجان التأليف والنشر وتوجيه المناهج بحسب مستجدات علمية أو نظرية.
إن المدرّس ليس «شاقياً» يحمل الأحجار وينقل الأثقال، نخاف على صحته، وإن المدرس أو الأستاذ الجامعي هو تراكم علمي وإبداع إنساني يخطط للحاضر والمستقبل.
إن الأستاذ في الجامعة والمعاهد العليا كلما مد الله في عمره ازداد علماً واكتسب خبرة وملكات، ولا يستحق أن يستغنى عنه بحال، فهو ثمرة عشرات السنين، والتقاعد بمفهومه السلبي أن نرمى في زبالة الزمن، فاليمن لا يمكن أن ينهض إلا بعلمائه، فنحن نحتاج الأساتذة الكبار الذين خاضوا غمار العلوم، لتندفع بلادنا نحو الرشد المطلوب.

أترك تعليقاً

التعليقات