فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

أشعر بالحرج حينما أطرح أرقاماً تتجاوز الأسطورة، أرقام عدد الطلعات الجوية التي تقصف اليمن صباح مساء، ويقال إن هذه الطلعات يشارك فيها طيارون أجانب، من شباب الجوية "الإسرائيلية" أو السعوديين المتدربين على يد طيارين "إسرائيليين". وحتى الآن نقترح على شباب أنصار الله أن يعلنوا بالصوت والصورة أسرى "إسرائيليين" كما تذكر الصحافة الأجنبية وهي القضية الأكثر أهمية يعتد بها الجيش واللجان الشعبية باعتبارها وسيلة تحول بين الفجور في العداوة التي أصبحت مفرطة، مما خفف أعداد الطلعات على العاصمة صنعاء، ويا ليت أن يسارع المسؤولون إلى كشف ذلك إذا صح الخبر.
أما الخبر الصحيح فيتمثل في العدد اليومي للطلعات، الذي يتجاوز المئات، فلو خصصت هذه الطلعات لحرب أمريكا أو روسيا لانتهت، غير أن الله لطيف بعباده سبحانه! ومما يدعو مزيداً من الحمد والشكر هذه السكينة التي تتنزل على أبناء اليمن رغم الدمار اليومي  الذي يستهدف الإنسان والحيوان والعمران دون خجل من دين أو عرف أو تقاليد، ثم هذه العداوة لليمن من قبل المغضوب عليهم والضالين، وعلى رأس ذلك مؤسسة الرشوة: الأمم المتحدة، وأنظمة أخرى تعمل بالسر كالنظام المصري برئاسة السيسي الذي فيما يبدو أصغى لنصيحة هيكل رحمه الله والذي قال له: "سيادة الرئيس، لقد فقدت مصر مائة ألف في اليمن وأسس على ذلك حرب 67. إن اليمن شعب عريق صاحب حضارة متجذرة يصعب قهره، فحذار الدخول في هذا المستنقع. إن مصر لها أعداء ولسه بدأت تتعافى". وعندما قال له السيسي: يا أستاذنا الجليل إن مصر في ضائقة اقتصادية قال له هيكل: بإمكان مصر أن تمد الخليجيين بالخبراء والمستشارين بالسر وطرق أخرى، ولكن أوعه يا فندم تروح تتدخل عسكرياً... ومن العجب ألا يكف مقبح هلكان عن عدوانه، فقد اشترى العالم إعلاماً وجنداً وأمماً متحدة بأمينها السلف وأمينها الخلف، واشترى أحزاباً ومنظمات كالإخوان الأعداء "المفلسين" على مستوى الزعماء كالبشير وأردوغان وعلى مستوى الأفراد كالزنداني صاحب فكرة إعلان اليمن دولة فاشلة...
ومما يعجب له أن أمريكا وضعت هذا العلامة غير الجليل ونسقت بشأنه مع علي صالح والملك عبدالله وضغط علي مسيء (علي محسن) على علي صالح، فرفض أكثر من عرض. والسؤال الآن: لماذا لم تسلم السعودية الزنداني لأمريكا؟! والجواب معروف وهو أن الزنداني ضمن عملاء أمريكا، ومن ينكر هذا الأمر لا يعرف سياسة أمريكا راعية الإرهاب العالمي.
اليمن مهبط الحكمة والإلهام، وحين يلتقي هذان المعطيان مع معطى ثالث هو المسيرة القرآنية فإنه العطاء الإلهي الذي ليس له حدود والحمد لله رب العالمين.
إن "المسيرة القرآنية" هي الفكرة المركزية التي تنتظم كل المصطلحات: "الحكمة" و"الإلهام"... ومن باب التذكير فإن أي حركة أو ثورة تقتضي عنواناً قد يكون مجرداً أو مزيداً ينبع من أقصى حاجات المجتمع الذي أجهدته ظروف صعبة، صبر على هذه الظروف حتى استوى بين ضلوعه أكثر من نار فلم يسعفه إلا الانفجار. لقد عانى اليمن في ظل حكم الأئمة كثيراً، كما عانى من الاحتلال الأجنبي، وأحباشاً ومن قبلهم روماناً ورسوليين وأيوبيين وأتراكاً، وظل اليمن يخضع للأجنبي وانتهى المطاف إلى حكام عرب مسلمين (بيت حميد الدين) المفترضين التأسي بالرسول الكريم جدهم أو أبيهم الأكرم صلى الله عليه وسلم، فاتخذوا فكرة الإرث الإسلامي الذي يفهم الإنسان العادي بأنه الحكم بشريعة السماء، غير أن حكم الأئمة كان جائراً وأقل هذا الجور الجهل باعتباره الطريقة المثلى، ذلك أن الفكرة الطبيعية تقول إن تجهيل الشعوب شرط لبقاء السلطة، وقد نفذها بحذافيرها يحيى بن حميد الدين و"أحمد يا جناه" من بعده. وأما "الزعيم" فعل الله به ما هو أهله فقد صدرت عنه فكرة أن تكون أول إعدادي على حساب الدولة، وبقية المراحل على حساب المواطن.

أترك تعليقاً

التعليقات