فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أمام التريبة والتعليم مهمات كثيرة لا يمكن سردها ولا حصرها بسهولة، ولا بد من أن نعترف بأن هذه المهمات لا تأتي إلَّا عن جهاد وجهود مضنية يبذلها المسؤولون، فهي ناتجة عن أخذ ورد وامتثال وابتذال.
لست أتحدث عن جهود تبذل في طباعة الكتاب، كيف يبدأ عنواناً ويبدأ إخراجاً وكيف يصل تنفيذاً على الورق لينتهي إلى المخازن، فيصير على الرصيف، أو إلى الطالب؟! ولست أتحدث عن تحصيل وظيفة المعلم كيف تبدأ رحلته الوظيفية بين "بهذلته" في دهاليز الخدمة المدنية وتردده على أبوابها المقفلة وغرفها الموصدة، ورحلاته المكوكية البائسة اليائسة بين جهات تزدحم بالمعقدين الضامئة جيوبهم إلى كل قادم، وهؤلاء (أعني المعقدين) لا يعرفون من الوظيفة إلَّا هذه العبارة القبيحة الكالحة: "بحسب النظام"! وهو نظام سخيف قبيح يستميح الرشوة أسوأ ما يكون الابتذال وقبح الحال وسوء المآل.
لست أحدث معالي وزير التربية والتعليم، وأخانا معالي وزير المالية، عن هذه البنية الفقيرة في الكادر الوظيفي الذي يضطر مدرس اللغة العربية ليكون مدرساً للفيزياء والإنجليزية والرياضيات!! ولست أريد أن أتحدث عن إجراء حزبي، وقد كان هذا عرفاً في النظام السابق، أرجو أن يكون قد غرب وانتهى، وهو تعيين الموجهين بحسب انتمائهم الحزبي، بغض النظر عن الاختصاص الغليظ والدقيق... إلخ، ما يكون قد حدث ويحدث الآن من قصور، وإنما أريد أن أسأل معالي الوزير: هل هناك تصور لمنهج واضح يهدف لتغيير واضح، كذلك في الفكر المرجو وجوده لإحداث قفزة واسعة الخطى للانتقال إلى عالم اليوم وما فيه من تطور وتقدم وحياة رخاء وسعادة؟
هل يعلم معالي الأخ الوزير أن كادراً تعليمياً وفق الاختصاص الدقيق مايزال ضعيفاً؟ هل يعلم معالي الأخ الوزير أن ثلثي الشعب اليمني لا يزال أميَّاً؟! أسئلة كثيرة لا يتسع لا الفضول!!

أترك تعليقاً

التعليقات