فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

في تعز يتم التحرير.. كما تريد المقاومة.. هجوم على منازل الناس، خاصة النازحين إلى إب وصنعاء، فيحررون المنازل والبلاط والأبواب والنوافذ وأسلاك الكهرباء.. دعك من المنزل إذا كانت فيه ثلاجة وغسالة وأدوات مطبخ، فهذه الأشياء ينظفها المقاولون خلال ساعتين من الاقتحام.. وفي هذا المقام نذكر ما حصل للأستاذ محمد عبدالله الفسيل، الذي اجتاح منزله بعض قبائل 48م، فلقد قلع جماعة أفراد منزله (باب منزله) وشنطة ثياب عروسه. ولما عاد إلى المنزل وجده "بلقعاً" قاعاً صفصفاً، وإذا بأحدهم جاء "يبشره" أن باب منزله يعرض في "حراج" 48، في باب اليمن. ذهب الأستاذ في الحال، وإذا به -وبأدب جم- يبايع الرجل، ليشتري منه الباب، فدفع المبلغ، ولم يخفِ الأستاذ ضحكته المقهورة. لقد وجد الرجل يعتمر سروال زوجته العروس، فلما بايعه ليشتري منه السروال، قال له البائع لن أبيع هذا "الشال"، فهو من "حيدر أباد"؛ مدينة هندية مشهورة بصناعة "الشيلان"!
غير أن العجيب وغير الغريب أن بعض النازحين دفع للمقاولين مبلغاً شهرياً ليحرس بيته من اللصوص، ريثما تحين الفرصة للعودة، ليس هذا وحسب، وإنما دفع لنهابي الأراضي مبالغ مالية مقابل حراسته لأرضيته أو لأراضيه، لأن بعض الأراضي استولوا عليها بعض المقاولين، وعمروها أكثر مما عمروا.. يتم هذا العبث بلون السطو ولون النهب ولون الفوضى. أما المقاول المحافظ فلا مواطن تعزي، فهو محجوب بأمر الضرورة، لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فهو "حانب بنفسه"، معظم أيامه في عدن لاستسلام مخصصاته من عاصمة العدوان الرياض، والعاصمة الأخرى أبوظبي.
إن شعب تعز رهينة بيد المقاولة، فالفوضى ضاربة أطنابها، والمقاولة في أنحاء المدينة الحزينة تتجول في جيوب التجار والمقاوتة والخائفين على أعراضهم وحرماتهم من المقاولة أيضاً.

أترك تعليقاً

التعليقات