فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إخواننا الأشقاء في جنوبنا في كبدنا وبُطَيْننا الأيسر ورئتنا اليمنى يحتربون ويقتل بعضهم بعضا بدون داع غير داعي الهوية، ومع الطريق يفجرون مواطنهم الشمالي بعد بهذلة وسفاهة وقلة حياء وعدم دين أو مروءة.
لست أرى سبباً لما يحدث غير سببين اثنين: أولهما الفقر الذي عم البلد كله شماله وجنوبه، وهو فقر صنعته طبقة برجوازية قذرة ترى حياتها لا تستقيم إلا على أشلاء ومص دماء الفقراء وطحن ما يبقى من هياكلهم الآدمية، وهي الطبقة التي عمرت قصورها من جماجم اليمنيين وشادت مصانع ومزارع في الداخل من أعصاب المستضعفين من أبناء "الشقية" التي كانت في العصور السحيقة سعيدة، ولعن الله السياسة، ولا يفلح من تاجر بالدين ليضحك على الفقراء ليسرق أقواتهم ويتاجر بحقوقهم.
أما السبب الثاني وراء هذا الاحتراب والاحتراق فهو الجهل بمعناه المركب والبسيط، وكما قامت الإمامة بتجهيل الشعب في الشمال كان الاستعمار البريطاني يحاصر بالجهل اليمنيين في الجنوب، وكان سلاح الأمية هو أداة الجهل الأكثر مضاء وفتكا، فأكثر أبناء الشعب اليمني في الوطن الذي تمزق من زمن بعيد وحتى الآن أميون، وإن كانت الأمية قد امحت طائفياً وعنصرياً عند بعض أفراد، ففي الشمال خصصت بعض المدارس لأبناء النخبة وقصرت بعض مدارس لشعار: "عدن للعدنيين" وأبناء الميسورين.
إن من حسنات الحزب الاشتراكي اهتمامه بمحو الأمية في حواضر وبداوة الجنوب. والشكر والرحمة للشهيد سالم ربيع علي، الذي أولى اهتمامه البالغ بمحو الأمية.
إذن فالفقر والجهل سببان في هذه الحرب وكل حرب، فمتى يعتني الشعب؟! ومتى يعلم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات