فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تقوم الشركات الإمبريالية بجهود جبارة للتجسس لصالح الدول الكبرى، ولصالحها قبل ذلك، فعلى سبيل المثال: تقدم هذه الشركات مبالغ مالية لأشخاص مؤهلين، وتهيئ لهم أسباب السفر لرحلات تختار وجهتها وعنوانات تريدها لبحثها، لتقوم هذه الشركات ببيعها للحكومات والدول، لتقوم مراكز بحثية اختصاصية بدراسة هذه التقارير واستخراج نتائجها لتبني عليها قراراتها الاستراتيجية، ومن هذه العنوانات: «تأثير القات على الإنسان اليمني من حيث الزمن والجهد»، «حياة الجندي في اليمن برتبه المختلفة وعلاقته بأسرته ومجتمعه»، «العمارة اليمنية ودورها في الاستقرار النفسي»، علاقة الرجل بالمرأة في اليمن ومدى تنظيم الدين لهذه العلاقات»، «علاقات المجتمع بالسياسة في اليمن وإلى أي حد تبلغ مدى هذه العلاقة»... الخ.
وإذا كانت الجاسوسية من خلال تكاليف الشركات التي تبعث الأفراد والجماعات للخارج تحاول أن تقلل هذه التكاليف فإن الجامعات والمعاهد الوطنية تقدم هذه التقارير لمن يطلبها بأقل الأثمان ممهورة بالبيانات الموثقة، وتجد المواطنة تضعف أمام ما تقدمه السفارات من مال مقابل تقارير أستاذ الجامعة أو المعهد، وربما تضعف أي رتبة عسكرية أمام أي إغراءات ليقدم هذا الجندي أو الضابط معلومات عن هذه المؤسسة أو تلك بفعل الفقر أو ضغوط حيوات أخرى.
ولا أعلم إن كان هناك قانون يجرّم إعطاء معلومات ذات صلة بالأمن الوطني، وقبل ذلك لا نعلم إن كان واجب المدرس أن يوعي طلابه بضرورة الحرص على عدم الإفصاح عن أي معلومة ذات خطر!

أترك تعليقاً

التعليقات