فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لاميديا -

لأول مرة في تاريخ الحروب القديمة والحديثة يتجاوز عدد الأسرى المئات.. ولأول مرة في تاريخ الحروب لم يقوِّم العدوان تقويماً سليماً إمكانات جيشنا الوطني بما في ذلك -وهو الأكثر أهمية- العقيدة الوطنية التي هي أصل الحافز القتالي لأية أمة تنشد الحرية وإنجاز الاستقرار بأبعاده الكثر.
وازن العدوان الخليجي بين العدة والأعداد، فذهب يشتري محاربين ويستأجرهم من كل صقع من أصقاع الدنيا، ولم يعمل حسابه لشيء اسمه العقيدة القتالية التي يتميز بها المقاتل اليمني، وهي العقيدة التي تتوازى مع كل نفس يصعد أو يهبط من شعبة تنفس المجاهد اليمني، غيرة على العرض والأرض، مما مكنه من الغلبة والتفوق ودحر المحاربين أصالة ووكالة في عالي القمم وبطون الأودية، فلم يصيبوا غير الخزي والعار.. 
ندوات تقيمها مراكز الدراسات المدنية والحربية على السواء، كإجابات على سؤال خطير، ذي أهمية قصوى: ما هو السر "الباتع" الذي يجعل هؤلاء المعدودين بالعشرات بأسلحتهم البسيطة واكتساح غابات من الموانع وبدون أحذية، ينتصرون على فوهات أحدث الدبابات والمجنزرات الأخرى، أعني فخر الصناعات الأخرى في عالم السماوات والأرض؟ وهو نفس السؤال: ما هو السر الذي يجعل عدداً من المجاهدين -وهو عدد محدود- يمتطي الجدران، جدران المواقع، المحصنة إلكترونياً، لتسقط تحت أحذية المجاهدين، وبكل شرف ونخوة ومروءة يرحب المجاهدون بإخوانهم الأسرى من الجيش السعودي والسوداني و... الخ، ويخيرونهم بين أن يغادروا إلى بلدانهم في أمان وضمان، فيفضل الأسرى أن يكونوا ضمن أفراد مجاهدينا الأبرار، كي لا تصطادهم الأباتشي بنيران صديقة، كما حدث أكثر من مرة، وسأل أكثر من مرة كثير من البسطاء: لِم يقوم الجيش واللجان بإحراق الدبابات؟ وكأن الأفضل أن تضم إلى آليات الوطن. فيجيب جيشنا بأن هذه الدبابات مزودة بأجهزة تستطيع استقطاب صواريخ الأباتشي لتدميرها قبل أن يغتنمها الجيش واللجان المنصورة بأمر الله.. 
إن المقاتل اليمني مندفع للذود عن محارمه وطناً وإنساناً. أما الأجنبي فيسأل: هل يقاتل من أجل وطنه أم من أجل إنسانيته؟ ولم يستطع الإخونجي البشير المخلوع أن يجيب على هذا السؤال الملح: لم هذا الكنز في بيته (35 مليون دولار أمريكي)؟ أعطاه إياها "مقبح بن هلكان"، وهنا نعرف ما المقصود بالعقيدة القتالية.

أترك تعليقاً

التعليقات