فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

من جديد نحب أن يرقى اتجاه الثورة الأم 26 سبتمبر والثورة البنت 21 أيلول/ سبتمبر إلى سماء الكمال، وهذا مقدور عليه إذا صدقت الإرادة ووضح الهدف. وكانت القيادة المصرية بعد هزيمة 67 قد اكتشفت ضمن اكتشافات كثيرة أن من أسباب الهزيمة غياب الديمقراطية في مؤسسات الدولة المختلفة، فكل قائد مؤسسة صغيرة أو كبيرة يعد الأمر الناهي الوحيد المتفرد بالقرار، حتى أن عبدالناصر في مجال الإعلام أصبح هو رئيس التحرير لما سمي بالصحف القومية: "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية"، فهو الذي يكتب "مانشيتات" (عناوين) هذه الصحف، مما جعل هيكل رئيس تحرير "الأهرام" يتذمر فأتاح له ناصر بعض الحرية. وكان علي أمين ومصطفى أمين، صاحبا جريدة "الأخبار"، يرفضان هذا الاتجاه، مما اضطر جهاز المخابرات -كما يقول الإخوان- يدبر لمصطفى أمين تهمة الخيانة، فرمى به ناصر في السج.ن غير أن القبضة الحديدية في محلات الحياة المختلفة خلقت ما هو أخطر من "القطط السمان" الذين ولدتهم الديكتاتورية، وهم أعداء النجاح، وأصبح جمال مجرد شماعة يتحمل كل الأخطاء وباسمه ترتكب حماقات كثيرة، مما حدا بأنور السادات يتعقب هذه "القطط السمان" أو على الأصح الحكام الحقيقيين حكام الظل فيرميهم في السجن، باعتبارهم مراكز القوى، حتى ضاقت سجون بأعداد هائلة ومن جميع الطبقات والفئات، وهي خطوة خطاها السادات لإفساح الطريق أمام ما يمكن تسميته الحاكم المعصوم، المنفرد، المصدر الوحيد المتوحد.
إن الثورة الثانية (21 أيلول) التي يطمع الشعب اليمني أن تكون صانعة تحولات حقيقية لا بد أن تستمر في تنقية حقيقية لـ"زعانف" تحاول الالتفاف على الثورة كما كان الحال في ثورة سبتمبر 62، إذ امتص هؤلاء أو هذه الزعانف خيرات الثورة، وأصبح الذين زعم بعض من ادعى أنهم ثاروا على بيت حميد الدين أشد أعداء الثورة نهبا ولصوصية ونفعية.
ونرجو من الجهات الاختصاصية أن تفتح الملفات، وهو مطلب الشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، ليفتضح هؤلاء "القطط السمان" وليظهر هؤلاء الانتهازيون على حقيقتهم أمام الشعب اليمني، مع أن الاصطفاف مع أعداء الثورة أوضح من الشمس في كبد السماء.
نحن نخشى أن يحاول هؤلاء تغيير المسار عن طريق شعار "الموت لأمريكا..." كما غيروا (غاروا) عن طريق "جمهورية ومن قرح يقرح" فقرحوا الشعب وغادروا إلى الرياض بلا موهبة تذكر غير موهبة اللصوصية.

أترك تعليقاً

التعليقات