فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا بأس أن يقف المسلم فينظر في فرائض العبادات والمعاملات من باب التأمل والتدبّر، على ألا يكون سراً من أسرار التأمل والتدبّر هو كل الحكمة في هذه الفريضة أو تلك العبادة، فقد تكون بعض أسرار الصيام في رمضان وغير رمضان هو لفت الصائم إلى ما ينبغي أن يحس به المسلم تجاه إخوانه الجوعى من المساكين والفقراء. وإذا كان هذا وراداً؛ غير أن هذا الإحساس والشعور ليس هو كل أسرار الصوم، أو بعبارة ثانية ليس هو كل المقصود من الصوم. كما أن ليس المقصود من فريضة الزكاة أن يشعر المسلم بأن للفقراء والمساكين وبقية مصارف الزكاة حقاً في المال الذي آتاه الله عباده الأغنياء. كما أن ليس كل الحكمة من الصلاة هو تحريك المسلم أعضائه على شكل من أشكال الحركة الرياضية... الخ؛ ولكن لا مانع أن تكون هذه بعض أسرار هذه العبادة أو تلك.
المسألة إذن نسبية في فهم أسرار العبادات، وكثير منها راجع لمخزن الثقافة لدى الأفراد. غير أن ما ينبغي أن يكون مفهوماً أن الموضوع تشريع إلهي على المسلم أن يفهم أنه فرض فرضه الله عليه، أن ينفذه كما ورد في النص القرآني أو النبوي، فلا يلتمس القياس أو الغاية من التشريع إلا الله وحده تعالى.
وفي الصيام أو الحج أو سائر العبادات على المسلم أن يسلم بحكم الله، لنفهم أن تحريم الحلال وتحليل الحرام من اختصاصه تعالى وحق الله، ففي يوم أو نهار الصوم ما هو حلال من طعام وشراب ونكاح زوجة... الخ يحرم، حتى إذا ما غابت الشمس حل ما حرم، ومعنى هذا أن الله من حقه الحل والحرمة في «افعل ولا تفعل». وكثير من أمور العبادات تخرج عن قياس الإدراك العقلي، ففي الحج الأكبر لا يقبل الحج لمن لا يقف على صعيد عرفات، ولا تصح العمرة لمن لا يطوف في البيت سبعاً، وعلى المسلم ألا يقص أو يحلق شعره أثناء ما يكون محرماً، ثم من منطقة معينة عليه أن يهرول في المسعى بين الصفا والمروة... الخ.
على كلٍّ، في الصوم كما في سائر العبادات على المسلم أن ينفذ أوامر الله ورسوله دونما سؤال عن الحكمة والأسرار، فليتقبل الله أعمالنا ويسامحنا عن التقصير، إنه سميع مجيب الدعاء.

أترك تعليقاً

التعليقات