فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سئل الإمام الشيخ محمد متولي الشعراني رحمه الله: ما قولكم في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
فأجابهم بسؤال، وهو: ما الذي يقال في هذا المولد؟ فقالوا: نكثر من ذكر سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله ونتذكر سيرته كيف نشأ وأين ولد وكم هي بشارات مولده وبكارات معجزاته، كيف تزوج ومن هي أسرته وما لاقاه من نكران قومه وكيف كان الله به رفيقا رحيماً لطيفاً ودوداً، كيف بشر به الكاهن النصراني ابن عم خديجة بعد أن قصت عليه خديجة بعض بشارات النبوة بعد أن تنزل عليه أمين الوحي سيدنا جبريل في غار حراء عندما كان يتعبد في هذا الغار في ليلة رمضانية مباركة... ثم إننا يا مولانا ننشد مدايح فيه عليه الصلاة والسلام، مثل قولنا:
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ وفم الزمان تبسُّمٌ وثناءُ
والروحُ والملأُ الملائكُ حوله للدين والدنيا به بشراءُ
... الخ. وأثناء كل قصة وقصة نصلي ونسلم عليه... الخ.
أجاب الإمام الشعراوي: هذا ليس بدعة؛ وإنما هو واجب... الخ. وقد مضت قرون وقرون والمسلمون يتلون المولد ويقيمون المآدب للفقراء والأغنياء احتفاء بهذه المناسبة الكريمة ويحوطون المساكين والأيتام والضعفاء بكل خير، حتى إذا نشطت البدعة الوهابية حرفت ذكرى المولد وبدّعت وكفّرت وشرّكت من يقوم بها، حقداً وحسداً.
وأذكر بهذه المناسبة فقد حكي أن الشيخ أحمد بن الشيخ أبي الغيث محمد بن حسان بن سنان، أحد علماء جبل «الصراهم» من أعمال تعز، حج بيت الله الحرام، وكان يقيم دروساً في مكة (البيت الحرام)، وكان يفنّد بعض أفكار الوهابية، وكان أحد شيوخ نجد حاضراً فقال للشيخ أحمد: هل تأذن لي أن أرافقك ثلاثة أيام؟ فإما أن تدخل في عالم السنة أو أدخل في عالم البدعة!... وكان حديث الشيخ يدور في فن الذوق، وهو فن عرفاني صوفي تشتهر فيه هذه الفئة من الناس؛ ولكن حديث الشيخ لم يجد مفتاحاً لقلبه ليدخل إليه شعاع هذا النور الوضاء. وبينما هما يسيران متجهين إلى مطعم ليتناولا فطورهما، سمعا عبارة دعاية يروج لها صاحب «جرة» فول يصيح: «من ذاق عرف». فقال الشيخ معلقاً على هذه العبارة: «هذا فراق بيني وبينك»!
ومفاد هذه العبارة: «أنت معذور؛ لأنك لم تتذوق، ولن تتذوق ما أقول».
فالمولد الشريف مسألة علمية. فذكر المولد فكرة تنوعية لفكرة مركزية تذكر بالحفاوة بمقام رقي النبي صلى الله عليه وسلم في درجات المحب، التي يحتفي بها أهل الإيمان: اليمانيين.

أترك تعليقاً

التعليقات