فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تتعلق أنظار اليمنيين شمالاً وجنوباً بزيارات الإلهاء والنفاق التي يقوم بها موظفو البعثات الأممية، الموكل إليهم متابعة الأزمة اليمنية، وهي زيارات نفاق لا أقل ولا أكثر، تحول دون الوقوف على الحقيقة الواضحة، وهي استكمال إجراءات موت الشعب اليمني وهي السياسة التي تنتهج صناعتها الولايات الأمريكية، وسوف نلحظ أن ما يحدث في غزة إن هو إلا نسخة مما يحدث في صنعاء من تدمير للشعبين الشقيقين الفلسطيني واليمني.
إن آخر ما حصل بين المبعوث الأمريكي أو الأممي ووزير الدفاع السعودي هو أن الجانبين بحثا الأزمة في اليمن وأن السعودية تحاول -بشكل جاد- البحث عن الحلول المناسبة للخروج من الأزمة اليمنية، وأسلوب النفاق والإلهاء واضح من خلال تصريحات المطبع السعودي الذي يضع «مقاديره» شيخ الطباخين الأمريكي.
إن الشعب اليمني من خلال تصريحات المبعوثين الأمريكيين لما يزل يتطلع لهذه التصريحات كمن يتمسك بـ»قشة» لعل وعسى؛ غير أن الحقيقة تشبه استئناس حيوان يريد ذابحوه ألا يقلق من سكين أوشك أصحابها أن يكملوا شحذها لذبحه. إنها الحقيقة والحقيقة الواضحة الوحيدة.
من يتابع هذه الزيارات المكوكية للسفارات الأمريكية المتتالية سوف يلحظ بشكل جلي وواضح أن كل تصريح يبشر بالمخرج من الحرب التي يشنها السعوديون والإماراتيون ضد الشعب اليمني، لا يسمن ولا يغني من موت محقق يعيشه الشعب اليمني.
إن هذه التصريحات تتم في غفلة تامة عن إدراك أسباب ومسببات العدوان السعودي الإماراتي ضد الشعب اليمني الصامد. ومن المؤسف جداً أن تصدر تعليقات سياسية عن بعض المحللين السياسيين الذين يكتفون بالتنديد وتسجيل مواقف شخصية وليس أكثر، خُلواً من وعي بتاريخ العلاقات بين اليمن وعدوه اللدود تاريخياً (السعودي)، مع أن هناك تاريخاً منطوقاً ومفهوماً بين الشعبين والنظامين اليمني والسعودي تدل قراءته القراءة الصحيحة على أن العدوان السعودي ضد اليمن ليس «طرياً» وإنما هو جرح غائر تحاول السعودية «نكأه» مرة بعد أخرى، مما يستدعي مساءلة التاريخ وقراءته بشكل واعٍ وصحيح قبل الإقدام على الإمساك بالقلم أو الميكرفون.

أترك تعليقاً

التعليقات