فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سيقف جيل قادم بل أجيال قادمة على حوليات يمنية تسجل أحداثاً واقعية تاريخية صوتاً وصورة على أحداث حصلت في اليمن تؤرخ لعدوان جمعت له أسرة الوهابية (بنو سعود) مرتزقة من كافة أقطار الأرض على المستوى الرسمي كالسودان والإمارات وعلى مستوى الشركات المتخصصة التي تبيع المقاتلين بالأجر الأسبوعي مثل شركة "بلاك ووتر" وأخواتها. كما جمعت له أحدث ما أنتجته مصانع الحرب العالمية، إضافة إلى ما اشترته من قنوات إعلامية (تلفزة وصحافة وإذاعة) بعضها تتبع العدوان مباشرة كالعربية والحدث والسكاي نيوز، وبعضها تبث حربها بمسميات وطنية "بلقيس وعدن ويمن شباب" أنموذجاً، وسخرت أقلاماً إعلامية أنفقت عليها ملايين الدولارات بعضهم قدم اعترافاً شخصياً بأن "اللجنة الخاصة" خزينة شراء القرار اليمني والضمائر الميتة اليمنية تلك التي أسسها المدفون الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي عهد الملك السعودي ووزير الدفاع والمفتش العام، أوائل السبعينيات، والتي أنفقت ملايين الريالات على بعض المرتزقة اليمنيين بواسطة محمد بن مسلم والأمير السديري والهديان، وعلى رأس الهالك من نصب نفسه شيخاً على قبيلة حاشد وعبدالعزيز الشايف شيخ بكيل، ثم المقتول علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وصاحب اتفاقية "جدة".
سوف تقول هذه الحوليات إن هناك حزباً أقسم على الدفاع عن الوطن وعلى كل ما جاء في وثيقة الالتحاق بالحزبية وانبثق عن حركة حزبية ذات طابع ديني هي حركة الإخوان المسلمين، فإذا بهذه الحركة أو هذا الحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي من ضمن أولياته هدم العلمانية والشرك ونشر الإسلام الصحيح، فإذا بهذا الحزب أول من تآمر على الإسلام واليمن، ومضى يفهم الإسلام والعلمانية وغيرهما من المصطلحات وفق "اللجنة الخاصة"، ولم يكتف بالدعوة للوهابية التي أنشأها اللورد همفر اليهودي البريطاني وأخوه بلفور بداية الأربعينيات من القرن الماضي، بل ذهب حزب التجمع اليمني للإصلاح ينشئ حكومة ظل تخلت عن "الظل" لتصبح "جسماً" جسداً له خوار تؤسس جيشاً داخل الجيش وأمناً داخل الأمن وتعليماً داخل مؤسسة التعليم ومعاهد ومدارس وجامعات وإعلاماً له قنواته الإعلامية بأنواعه المختلفة وسلطة لها قراراتها في تعيين القضاة والنيابات العامة والاختصاصية، تصدر أوامر السجن والإعدام على السواء.
ومما زاد الأمر "قحة" وصلفاً أن هذا الحزب لم يكتف بالتحريض على قتل شعبه في تصريح سمعه العالم يناشد دول العدوان ألا تتركه في منتصف الطريق، وإنما أصبح يختطف حرائر اليمن في اليمن، ويوجه الضالين من أتباعه لقتل إخوانهم من اليمنيين.
هذا ما ستسجله حوليات يمانية في آخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين عن العدوان على اليمن العربي والإسلامي.

أترك تعليقاً

التعليقات