فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

صرخة وجع يطلقها أبناء الوطن الفقراء الذين لم يستطيعوا الالتحاق بكليات "القمة": طب، صيدلة، هندسة...
لقد تغلب هؤلاء النوابغ (النوابه) على ظروف الفقر، وصعد بعضهم على أكتاف بيع الخيار و"القشمي" وعربات البطاطا والبيض والطماطم، ولم يكن لهم إلا خيار واحد: أن يجتهدوا وأن يجتهدوا وأن... وأن... فلما حازوا قصب السبق واجههم الرأس الأكبر: رأس أول جمهورية أمريكا، الدولار الملعون، يقول لهم 2.500 دولار أمريكي مقابل تعليم موازٍ، والبديل الوحيد: عربة ساندويتش أو بطاطا أو...
لقد سن لصوص الجامعات هذه السنة السيئة (الموازي) لتكون لهم عوناً في بدل السفر ونفقات أخرى تعلمها الشؤون المالية والرقابة والمحاسبة.
يا أخ مهدي المشاط، أبناء الفقراء يستنقذونك، فهم لا يجدون أقوات يومهم، فمن أين لهم مئات الدولارات ليحققوا أحلام أسرهم الفقيرة؟ إن الموازي (أو المخازي) وحش يفترس طموح آلاف الأسر ويقتل أبناءنا النابهين.
وبإمكان وزارة المالية ووزارة "التأليم" العالي أن تقول لك يا فخامة الرئيس أين تذهب. حتى أبناء هيئة التدريس الذين قضوا أعمارهم في الحرم الجامعي طالهم هذا الغول الكاسر (التأليم الآلي)! فهل في مقدوركم يا فخامة الرئيس لجم هذا الغول الشرس؟!
أما الأمر الآخر فهو هذه الصنادق (أسوة بصندقة حميد الأحمر) والمسماة الجامعات الأهلية، فمن فتح صندقة سماها جامعة، دون مراعاة للمواصفات والمقاييس، بدليل أن بعض الطلاب الأجانب يأتي قبل الامتحان بفترة قصيرة ويدفع المقرر وينجح، وفي الختام شهادة جامعية من اليمن الشقيق!!
لا بد من وقف هذه المهزلة، ونجدة الفقراء. وعلى الدولة إيجاد نفقة تشغيلية للجامعات الحكومية لقطع معاذير أصحاب بدل الأسفار وطلبات أخرى. لا ينبغي أن تكون محظورة على الفقراء.
ولرجال ونساء الاستثمار نقول: للجامعات معايير فالزموها.

أترك تعليقاً

التعليقات