فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تسعى الإمبريالية العالمية «ببلدوزرها» (الكبير الولايات المتحدة الأمريكية) في السيطرة على العالم منذ زمن بعيد.
هذه الإمبريالية تندفع إلى الأمام -وبعنف لا مثيل له- من خلال اتجاهين:
أ) معاهد وجامعات ومراكز استراتيجية وقياس رأي عام.
ب) من خلال قوات مسلحة تعتمد على ما تستحدثه مصانع الدمار في عالم الغرب المستعمر.
وليس أدل على ذلك مما يحدث من حراك إمبريالي استعماري، وما يجري في عالم اليوم من هيمنة أمريكية صهيونية تعمل وبسرعة تفوق سرعة الضوء على السيطرة على مقدرات العالم من ثروات نفطية وغير نفطية، لسيطرة لم تعد تتسم بمشاعر خجولة.
ويذهب العقلاء إلى أن المصالح الاستراتيجية للإمبريالية في الوطن العربي هي في الأساس ما تعانيه أمتنا من تخلف ومن تشتت وتمزق في وحدة الكيان القوي، وهي في أساس استمرار اغتصاب فلسطين وحرمان شعبها العربي من حق تقرير المصير، وفي استمرار اغتصاب الأرض في الجولان، والجنوب اللبناني. ورغم الملابسات التي أحاطت بالتطورات في الخليج، فإن التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة، وبالشكل الذي يجري فيه، لم يكن حدثاً معيناً يستهدف معالجة نزاع معين محدود الأبعاد، بل يحث السير لفرض الهيمنة المطلقة والكاملة والمباشرة عليها.
لقد كنا -نحن الذين لم نقرأ الصراعات بعقلية استنباطية- نشعر ببعض السعادة، غير أننا نرى قيام مراكز دراسات استراتيجية عربية في المنطقة وبرعاية من زعماء المنطقة، وبالقدر الذي أفادت الزعامة العربية من دعاية روّج لها الإعلام لدى العامة، فإن الوطني المثقف الغيور يعلم يقيناً أن هذه المراكز لم تكن غير «ريادات طليعية» لقوات مسلحة تحتل أراضي عربية كقواعد عسكرية تبدأ بـ»الظهران» ولا تنتهي بـ»العيديد» في قطر أو الصومال. وبوضوح أكثر فإن الوطن العربي، والخليج خصوصاً، أصبح وأمسى -وبدون «كاد»- أصبح قواعد أمريكية، وقد دفع الاستعمار بصنائعه: السعودية والإمارات إلى تصفية ما بقي يؤرق الإمبريالية القبيحة من أرض حرة، كباب المندب وسقطرى وشبوة والمكلا، متخذاً ديناميكية استعمارية معاصرة اسمها «التطبيع».

أترك تعليقاً

التعليقات