فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من مجالات علم النفس دراسة الشخصية الإنسانية. ومن هذا النوع ما يسمى بدراسة تغير الملامح من خلال ما تحدثه المواقف والأحداث، أي أن الملامح تنفعل على قدر الموقف الطارئ.
وفي القرآن الكريم يرسم الله صورة هذا الجاهلي الذي تتغير ملامحه حين تولد له بنت أو أنثى «وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهُهُ مسودّاً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّرَ به...»، فالبشارة مشتقة من البشرة، جلد الإنسان السطحي، فالجاهلي تنقبض ملامح وجهه وتنكمش أساريره عند أن يرزق أنثى. وفي النحو العربي مثال لباب «الحال» يقول: جاء وهب مستبشراً بالنجاح، ورأيت فاطمة وزلفى مستبشرتين بعودة أخيهما من الغربة.
هذه المقدمة التأصيلية توضح انطباعاً عن هذه الشخصية البسيطة، شخصية الرئيس المشاط، الذي تغلب شخصية الصدق فيه الشخصية الدبلوماسية المنافقة أو المجاملة -على الأقل. ظهر صدقه في الكويت في إحدى جلسات الحوار بين الوطنيين والمرتزقة المستقوين بالسفير الأمريكي الذي صرح بوقاحة معهودة يخاطب شرفاء اليمن: «إن لم ترضخوا لمطالبنا فسنلغي قيمة عملتكم حتى لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به». وكان رد عضو وفدنا الوطني (المشاط) قوياً أخرس الأمريكي وأذنابه.
كان الرئيس قد قال بملء الفم للمبعوث الأممي إن اليمن لن تصبر طويلاً على أبنائها يموتون تقتيلاً وتجويعاً ومرضاً.
وقال بصريح العبارة: «عليكم أن تفهموا هذه العبارة نصيحة أو تهديداً أو ما شئتم». وظهر بالشخصية نفسها حين زار محافظة حجة قبل أسبوع، إذ كرر نصحه للإخوة الأعداء في السعودية أن عليهم أن ينجزوا ما تم الاتفاق عليه في رمضان في صنعاء، وهو اللقاء الذي مثل خروجاً على «النص الأمريكي»، فدفع بالسياسيين الأمريكيين (ثلاثة وفود تزور السعودية) برسم الاتفاق السعودي اليمني! إذ أمرت واشنطن الرياض ببعض الاتفاق الذي نص على بنود منها بند تسليم المرتبات.
وكما ظهرت شخصية الرئيس واضحة قوية نطلب إليه أن يذكر السعوديين بزخة «قوارح» لتوقظ الرياض وواشنطن.

أترك تعليقاً

التعليقات