فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كيف يعرف الكاتب ويوصف بأنه عبقري؟! ما هي خصائصه الكتابية الإبداعية التي ترشحه لهذا اللقب أو التي تجعله مرشحاً لهذا اللقب الغامض كأنه من فصيلة الجان؟! هل هناك معايير محددة يستطيع أي كاتب مبدع، شاعراً أو ناقداً، أن يلزمها ليصبح عبقرياً مرموقاً؟! وإذا كانت أصول كلمة "عبقرية" لا تدل إلا على "وادي عبقر" الذي يسكنه عالم الجان وهو مفرد معنوي لمصطلح خارق العادة فإن هذا ما يؤكد العجز عن تحديد المصطلح في حد ذاته!
والسؤال: هل يستوي المبدعون، شعراء وكتاباً أو صناعاً في أي مجال من مجالات الحياة؟! وهو سؤال غائم وغير محدد. ولتقريب المسافة بين السؤال والجواب، بل بين المصطلح ومفهومه، نقول إن الإبداع هو خلق على غير شاكلة، كما في اسم الله "البديع"، أي هو نسق متجاوز والمسألة نسبية. وطه حسين له أكثر من ديوان شعر كصاحبه العقاد، ولكنهما معروفان بإبداعهما الكتابي أكثر من كونهما شاعرين، ثم إن كليهما ثقيل ظل، لا أطيقهما حين يتعالمان ويضربان صفحا عن التواضع والبساطة معاً وتوفيق الحكيم أرق ذوقاً وأخف ظلا خاصة عندما تقرأ له: "حمار الحكيم" أو "يوميات نائب في الأرياف". وفتاة ضمن أخوات في بيت أبيها أو زوجها يحب الجميع أن تطبخ مفردة طعام معين، رغم اتفاق المقادير. مقادير البهارات أو التوابل التي يستخدمها الطباخون في البيت، فالمسألة مسألة نفس (بفتح النون والفاء). في مبنى الهيئة العامة للكتاب المصرية، الواقع على كورنيش النيل في مصر، وفي القاعة طابق تزين هذه القاعة صور مؤطرة لمبدعي عالم الكتابة الأدبية العباقرة طه حسين والعقاد ومحمود تيمور، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، محمود العالم، أنيس منصور، أحمد زكي، علي محمود طه، محمود حسين إسماعيل... كل له إبداعه وله نفسه الخاص. وكنت ولما أزل أطمع أن تكون لنا قدوة في هذه الأسوة الحسنة فنزين صنعاء بصور مبدعين أمثال الموشكي والديلمي والمعلمي والبردوني والفضول والمطاع وقاضي والشامي من شعراء الجيل الماضي والذين أوقدوا مشعل التنوير في أول خطوات النهضة في اليمن الحبيب.
أما الأدباء الشباب النوابغ فسنفرد لهم تنويهات خاصة ليكونوا طلائع مدخل الأدب الحديث والمعاصر، وفاتحتهم الأديب النابغة الشاب صلاح الدكاك.

أترك تعليقاً

التعليقات