فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وصف الله تعالى اليمن في محكم كتابه الكريم بأنها "بلدة طيبة"، وقال تعالى: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه". فاليمن من أفضل بلاد الله الواسعة، أرضاً وبشراً ومناخاً وطقساً، تلقائية طبع وجمال خلق وحسن خُلق وإقدام وشجاعة وأصالة رأي... وفقط يحتاج هذا اليمن قائداً حكيماً جريئاً شجاعاً قدوة في السلوك صاحب عزيمة ورأي. وإذا لم يكن هذا القائد رجلاً، التمس اليمنيون امرأة تتوافر فيها هذه الصفات. ولم يسعد اليمن طوال تاريخه العريض الطويل كما سعد في عهد السيدتين بلقيس صاحبة مأرب، وأروى بنت الصليحي صاحبة جبلة.
إن في اليمن من مذخور الطبيعة ومن مذخور الكنوز والمعادن ما يكفي لجعل أكثر من شعب يعيش حياة سعيدة هانئة، فالمشكل الذي يعانيه اليمن أنه لا يوجد قائد ذو رؤية.
لقد ابتلى الله هذا الشعب من قديم إما بملك جائر ظالم، وإما بجمهوري "حوش" سارق يصفر العداد قبل نصح الناصح له أو المشير عليه.
كانت بعض النساء وهي تشخص حالة اليمن في عهد سابق وبتعبير بليغ بلاغة تتجاوز بلاغة الجاحظ: "اليمن ثربة بلقف كلب".
إن مشكلة اليمنيين مع حكامه أن هؤلاء الحكام -لا سامحهم الله- يستغلون طبيعة طيبته حد البلاهة. ولم أر فيما وقفت عليه من كتب تاريخ أن اليمن قد سعد فترة يستحقها إلا جرح فترة تتبعها أكثر جرحاً، ولا آهة إلا تتبعها تنهيدة تلحقها زفرة. 
وننتظر وينتظر شعبنا المجيد ثمار هذه الثورة التصحيحية المؤزرة الواعدة ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، ثورة تؤمن بالآخر وتسير مسار المشاركة الوطنية وتقدس المواهب المبدعة وتحترم الأفكار المستنيرة.
إنها وفيرة معطيات قيام حضارة رائــدة مستقــــرة مستقلة... لـــو أحسنـــا استغلال هذه المعطيات، وهذا ما يزعج الحساد الأوغاد، وسلوا التاريخ عني أنا يمني.

أترك تعليقاً

التعليقات