فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا - 
فتحت المدارس الصيفية أبوابها، مؤدية الحكومة بعض واجباتها للمحكومين، أو هو جزء من الرعاية رعاية الراعي. هذا الواجب الذي يقوم بعملية التنوير للتغيير، تنوير العقول التي غمرها الجهل وخيم عليها الضلال البعيد والقريب. وإذا كان المجتمع قد لبّى دعوة الأخ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لما ينفعه، فتدافق مئات الألوف من الطالبات والطلاب، حاملين المصاحف لأداء القرآن الكريم كما أنزل، واتباع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، من حيث كونه نوراً وهدى للعالمين، فإنه لا بد من الإشارة إلى ضرورة الخطوات الآتية:
أولاً: إنجاز برنامج قرآني موضوعي في ضوء الجواب على سؤال: ماذا يريد القائمون من هذا البرنامج؟ بعبارة ثانية: ما هي الغاية من المدارس الصيفية؟ وهذا يتطلب الخطوة التالية.
ثانياً: وجود المعلم المربي القدوة، صاحب الكفاءة، المشهود له بالوسطية والاعتدال، كيلا نقع فيما وقعت فيه المعاهد العلمية، التي إن هي أحسنت في تعليم منهج اللغة العربية، فإنها فشلت في إنتاج جيل رشيد؛ إذ إن غير قليل من المعلمين ذوو اتجاهات «عصابية» وميول متشددة ميالة إلى الثلاثي البغيض: التبديع والتكفير والتشريك؛ إذ قام كثير من المعاهد العلمية على شق المفهوم الديني في مجتمعنا المسلم، فخرج جيل ينظر شزراً إلى الآباء والأجداد، مما حدا ببعض الطائشين من شبابنا لمخاطبة آبائهم أن يجددوا العقد الشرعي لأمهاتهم باعتبار العقود الأولى تحتاج إلى مراجعة وتصحيح!
ثالثاً: إن كثيراً من آيات المتشابه من القرآن الكريم غير مفهوم عند كثير من المعلمين، ولذا ينبغي أن يقوم المسؤولون على هذه المراكز بانتقاء العالم النبيه الكفؤ القدوة الربّاني الزاهد الحكيم.
رابعاً: لا بد من الاختصاص، فللتفسير رجاله وللفقه رجاله وللسيرة النبوية رجالها.
خامساً، وليس أخيرا: العمل وفق مستويات الطلاب، تميزاً وإدراكاً وعقلاً وسناً. ومن المناسب إغفال المسائل الخلافية، وإعلام الطلاب أن مسائل الخلاف خاصة بين أئمة المذاهب الإسلامية ترجع للاجتهاد وليس للعداوة.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

أترك تعليقاً

التعليقات