فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مزاج الشعب اليمني مزاجٌ يدعو للضحك والكآبة في الوقت ذاته، فسائق التاكسي حكم أن أدفع له، من الجامعة الجديدة إلى سوق الميزان- الخط الدائري، أربعة آلاف ريال. وسبب الضحك أنه خرج هذا الغلاء غير المعقول بأن الحرب الأوكرانية دارت دائرتها على العالم كله، ومن أبرزهم هذا السائق المحترم وليته قال إن البترول شحيحٌ بسبب العدوان السعودي اليهودي على اليمن وعند شرائي كيلو من البرتقال والموز صرح (الخضري) أن الثمن في حدود 1500 ريال، وسبب ذلك الحرب الأوكرانية، ولو كان قال إن سبب ذلك شحة الديزل لابتغينا له عذراً، ولكنه المزاج اليمني.
لا ندري ماذا يمكن أن تتخذ حكومة الإنقاذ من إجراء ضد هذا السلوك! ولقد يستطيع الإنسان أن يسير خطوات -مهما تكن بعيدة- من الجامعة الجديدة إلى سوق الميزان، ولقد يستطيع اليمني أن يترفع ويؤجل شهوة الموز والبرتقال حتى إشعار آخر، وإنما الذي لا يؤجل هو تراخي من يهمهم الأمر أو يجب أن نكون صادقين تواطؤهم بالرشوة وتحقيق المصالح الذاتية فلا يحاسب مصاصو الدماء من التجار الفاسقين الذين يستعدون الفقراء ويقومون بالحرب من الباطن وكالةً عن العدوان السعودي اليهودي الذي يطالنا ليل نهار، فالسعودي يدمر اليمن بالصواريخ المحرمة وغير المحرمة، بينما يدمرنا الفاسقون التجار -وهم كثر- بالغلاء الفاحش الذي يقتل الفقراء والمستضعفين من رجال ونساء وولدان وهَرمين.
لقد أخفقت مؤسستان نيط بهما حماية الفقراء، مهما تكن هذه الحماية جد رقيقة وقرطاسية، وهما وزارة الصناعة والتجارة وأمانة العاصمة، فقد كانت الإجراءات لهاتين المؤسستين إجراءات سخيفة تتمثل في إعلام زائف، ولقد كنا في غنى عن هذه الجهود التي لا شك أن هاتين المؤسستين قد صرفتا عليها ملايين الريالات ليحكم مسؤولوها على المخابز بشراء الموازين لتخرج أقراص الخبز حسب المواصفات... نقول كنا في غنى عن هذه الإجراءات القرطاسية لنتصالح دون تدخل هاتين المؤسستين الفاشلتين، فلقد كان قرص الخبز أكبر تكفي ثلاثة منه لإطعام رضيع، أما الآن فعشرون قرصاً من الخبز لا تكفي لإشباع وليد، والسؤال موجه لكل من الأخوين الفاضلين أمين العاصمة ووزير الصناعة والتجارة: على افتراض أن أسرة مكونة من خمسة أطفال وشيخ وشيخة كبيرين لا يكفيهم مبلغ 400 ريال خبز فطور، فمن أين يأتي مالٌ آخر سقط من السماء كفطور (صبوح) للغداء والعشاء؟! وهنا أدعو الأخوين الفاضلين إلى تقديم استقالتهما على الفور وألا ينزعجا من هذه الدعوة، فهي دعوة فضولي لا غير.
إنني أناشد قائد الثورة المسؤول عن فقراء اليمن الجوعى أن يشمل إعصاره الذين لا يستشعرون مسؤوليتهم من مسؤولين وتجار كتب الله عليهم الشقاء وهو استغلال أي مناسبة داخل الكون اليمني (والكون الأوكراني) ليملأوا قرب الدماء في بيوتهم وبنوكهم. إننا نناشد حكومة الإنقاذ، التي لا تنقذ، أن تتدخل لحماية الفقراء والأغنياء على حد سواء من هلع التجار وفساد المسؤولين، وأقصد الجميع الذين خانوا الله ورسوله أمانتهم وهم يعلمون. وأعتذر مقدماً على أي تفسير سيئ لفضولي قصد بهذا العنف وزير الصناعة والتجارة وأمين العاصمة، فإنما هي حسن نية ينبغي أن يتسع له صدور هذين المسؤولين والإخوة الفاسقين من التجار، وأرجو الله أن يتوب على الجميع وباب التوبة مفتوح.

أترك تعليقاً

التعليقات