فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قلنا في المقالة السابقة إن واحدية الثقافة في المجال العربي صدر عنها محوران: الأول: قراءة ظاهرة للنص وإعمال هذه القراءة منهجاً بشكل مبالغ فيه إلى درجة يلغى فيه المجاز.
ومن الطرائف أن الشيخ عبدالله بن باز، الذي ينتسب لمحمد بن عبدالوهاب، والذي كان مفتي المملكة ورئيساً للجنة العلماء والفتوى والدعوة والإرشاد، قال بعدم وجود المجاز في القرآن الكريم! وكان ابن باز أعمى، فناظره عالم قال له: يا شيخ ما هو تفسيرك لقوله تعالى «ومن كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا»؟ فأسقط في يد الشيخ فسكت ولم يجد جوابا.
المحور الثاني: محور باطني يعتقد أن النص بما في ذلك النص القرآني له ظاهر وباطن، ولا تتحقق القراءة الصحيحة إلا بقراءة ثانية لا يعقلها إلا العالمون الذين استودع الله فيهم علمه وأتمنهم على شرعه وهم صفوة الخلق المقربون: «المنتجبون»!
وليس من شك في أن القراءتين، الظاهرة والباطنة، تستدعيان المراجعة أولاً في ضوء مستجدات العصر وما فيه من طروحات تفرض مواجهات منطقية متأنية غير قافزة على منطق السنن الكونية، ليعقب ذلك حوار ينشد الوصول إلى حقائق تكون بداية لإنجاز سلام مادي وروحي متصالحين يشكلان بصيرة تستكشف ما ينشده المجتمع الذي حرم من السعادة على مدى فترات طوال.

أترك تعليقاً

التعليقات