طلع البدر
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كانت عبارة «طلع البدر...» أغنى الدلالات التي تعبر عن فرح اليمانين الأنصار ذات يوم أشرقت فيه الأرض بنور ربها، بنور النبوة الراشدة حين قدم النبي الكريم سيدنا محمد عليه صلوات الله وسلام، إلى المدينة، على أخواله بني النجار، ولم يكن إذاك وحتى الآن تستطع أي عبارة بالغة أن تبلغ أو تتجاوز هذا التعبير الرائع المهيب.
«طلع البدر...» في اكتماله النوراني البهي السامق الضوء الشعشاع الأنوار فيطل على الكون السادر في الظلام الكثيف والحجب السود القاتمة، ولم يكن هذا البدر المتكمل الأنوار في كبد السماء غير الحبيب سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، ذي الخؤولة اليمانية الباذخة مجداً وحضارة وقوة.
لقد لجأ سيدنا محمد إلى أخواله بني النجار الذين آووه ونصروه، بل وحموه من غدر قريش وحمقها الغادر اللدود.
«طلع البدر...» عبارة فتحت صدرها لهذا الحبيب اللبيب الذي نجاه الله من الموت ليبشر بدين السماء الذي كله محبة ورحمة ونور.
محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم الذي اختاره الله واصطفاه لأداء أشرف رسالة هي خاتمة الرسالات السماوية التي غيرت عقولاً وزكت نفوساً وطهرت نوايا وأزهقت باطلاً ولبت عقولاً طمعت أن تعيش واقع الهداية النورانية التي دعت إليها السماء، سماء الله التي تعرج فيها الملائك والروح كل صباح ومساء تبشر المؤمنين بحياة صافية صفاء الماء العذب في يوم عابس الهجر شديد الغيظ.
هي بشارة السماء بمولد أحمد وطلعته الرحمانية البهية؛ «وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين»، والعالمون ما سوى الله من جنس عام، يشمل ملائكة السماء ومخلوقات الأرض حيواناً من الإنس والجان والمحيطات والشجر والحجر وكل ما خلق الله.
لقد أيّد الله نبيه الكريم بالمعجزات الخارقة ليسرع الناس فيلبون دين الله الخالد فيستحقوا رضا الخالق الذي له ملك السماوات والأرض.

أترك تعليقاً

التعليقات