فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان الناصريون، كما كان الكثير من الحزبيين، متذمرين من هذه القيادة التي على رأسها الرائد علي عبدالله صالح، فاليمن بتاريخه العظيم وموقعه الفخيم وثرواته العديدة الأسماء، تستحق زعيماً يناسب هذه المكانة، لا هذا الرجل الذي لا يستحق أن يكون أكثر من عسكر صغير في قسم شرطة. ويذكر أن الشيخ الأحمر كان غير موافق على رئاسة علي صالح، لولا إصرار المملكة السعودية التي أرسلت مندوبها الخاص علي مسلم بطائرة خاصة لم يبرح صنعاء حتى نصب صالح رئيساً للجمهورية. 
جرى نقاش كثيف بين القيادات الناصرية عن التوقيت المناسب للإطاحة بالرائد علي صالح، فكان صوت الشاب عيسى محمد سيف هو الأعلى، والذي ارتأى أن يعجل بالثورة، خاصة وأن هناك أرضية نفسية مشتركة ليست بين الأحزاب وحسب، ولكن بين فئات الشعب، وفي البيت اليمني الكبير - عدا الحوش السعودي، تتمثل هذه النفسية بالتعاطف مع المقدم إبراهيم الحمدي الذي اتهم صالح مع المقدم الغشمي بقتله.
في مساء الخامس عشر من أكتوبر 1978، نفذ الناصريون انقلاباً انفعالياً لم يعمل حسابه لأشياء كثيرة، من بينها قوى رجعية تدير الحوش الخلفي للمملكة، ممثلة بعلي محسن والشيخ الأحمر وأفراد كشف اللجنة الخاصة، والتي حملت طائرة المندوب مسلم أطرى مبلغ نقدي مضاعف الرقم، ففشلت الحركة التي هرب قبلها صالح إلى الحديدة إذ كان قد علم قبل حدوثها بأسبوع، فكان أن أطاحت الدبابة بأعناق كثير من الشباب المتحمس المستعجل الذي كان عليه أن يتعلم قبل أن يتقن فن الانقلابات والثورات.
وشهد معسكر الأولى مدرع لصاحبه علي محسن صالح شلالاً من دماء أطهر شباب اليمن.
لقد انتكست الثورة الناصرية، كعادة كثير من الثورات والحركات. وأريد أن أصل إلى فكرة أن كثيراً من شباب الناصريين شعروا بالخيبة إلى أن "ارتبش" بعضهم وأصيب بالذهول أو الجنون، وقال بعضهم معقباً على قتل صالح إن الجزاء بالدنيا قبل الآخرة!

أترك تعليقاً

التعليقات