فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تحلق حوله رجالات التنوير الفكري في مصر: ثروت أباضة ومحمود أمين العالم وأنيس منصور ونجيب محفوظ وعبدالرحمن صدقي ويوسف السباعي وعبدالرحمن بدوي وأمين يوسف غراب، فكان عميد الأدب العربي طه حسين، الذي رسب في عالمية الأزهر ظلماً وعدواناً، لسخريته من رجاله وعلمائه المنتفخة كروشهم بفطائر رغيف العيش البلدي وصحون الفول المغمور بالزيت البائت، كاليعسوب أو كملكة النحل يستقون من معين غير آسن، مرجع من مراجع الفكر والنقد والأدب في القديم والحديث يرد على أسئلتهم. كان طه حسين في رده على الأسئلة بعقل ارتضى منهج ديكارت الذي سأله محمود أمين العالم إن كان لايزال متمسكاً به أم لا، فكان جواب طه حسين أن الإنسان يخطئ ويصيب ولست استثناء من القاعدة.
وكان طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي" ووفق منهج ديكارت قد أنكر كل شيء لا يتفق مع حياة الواقع التاريخي، مما جعله ينكر وجود إبراهيم النبي الذي تولى مع ابنه إسماعيل رفع قواعد البيت الحرام (الكعبة المشرفة)، فذكر إبراهيم في القرآن الكريم ولا ذكر له في التاريخ، مما يعني تعارضه مع منهج ديكارت الذي التزمه طه حسين، وهذا معطى من معطيات أخرى جعلت النيابة تتهم المؤلف بالكفر، لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، فكان أن حكمت المحكمة بحذف بعض فصول كتاب "الشعر الجاهلي" وإصداره ضمن عنوان "في الأدب الجاهلي". ونسأل سؤالاً آخر: ما هو أحب الأعمال إليه؟! أجاب أنه ينسى ما تتضمنه كتبه، فعندما يدفع كتابه إلى المطبعة فإنه يكون آخر العهد به. وسأله محمود أمين العالم عن رأيه في الالتزام، فأجاب بأن مفهومه للالتزام أن يصدر الفكر عن واقعية موضوعية وفنية، عن مبدأ قيمي يؤمن به الأديب والمفكر، ومنهج منفتح. ولما سئل عن الشعر المرسل قال إنه مع الشعر المرسل إذا وصل إلى درجة الشعر. وسأله "العالم" عن مشروعه الكتابي الذي لم يكتمل فأجاب أنه "الفتنة الكبرى"، فقد كان ينوي الكتابة عن ظروف الحياة العامة في ذلك العصر ولكن مرضه منعه. وعن مذكراته أجاب أنه بصدد كتابة الجزء الثالث من "الأيام"، بل وأنه يطمع أن يكتب عن الحالة السياسية والعدالة الاجتماعية في الإسلام. وأبدى طه حسين رأيه في كتابات الجيل الحديث، بأنهم لا يقرؤون وإذا كتبوا لا يتعمقون، وبالطبع هذه مشكلة.

أترك تعليقاً

التعليقات