فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي/ لا ميديا -

عبدالعزيز الثعالبي أحد مفكري تونس، مجاهد ضد الظلم، وداعٍ إلى الحرية والاستقلال، جاب كثيراً من البلدان لنشر الوعي والتحرر والشعور بالواجب وكيفية الخلاص من الأجنبي، ومن البلدان التي زارها اليمن، وحضر مجلس الإمام يحيى بن محمد المنصور بالله، وبعد أن قدم له الإمام يحيى واجب الضيافة، رأى أن الإمام يقوم بالرد أو الجواب على كل شيء، فأشفق عليه الثعالبي، واقترح عليه أن تكون له سكرتارية ومعاونون، فأجاب عليه الإمام ببيت شعر لمسكين الدارمي:
إني لأفتح عيني حين أفتحها على رجال ولكن لا أرى أحدا
عندها قال له الثعالبي: فأين هم المؤمنون الذين أنت أميرهم؟! فسكت "أمير المؤمنين"، ولم يجب.
في اليمن يوجد كثير من العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والمشورة والتواقين للتغيير، صحيح أننا حشدنا كل الإمكانات لـ50 جبهة حرب، ولكن ذلك لن يكون مبرراً لإغلاق الأنوار أمام جيش من المفكرين الأحرار، ليرفدوا الثورة بثوار، لتنطلق المسيرة نحو الأهداف المرسومة. وهنا تتحقق الفائدة من قوله تعالى: "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم". وهنا قال العلماء إن واجب القادر على الإنتاج والإبداع سيسأله الله لم تفد الآخرين بمهاراتك وإبداعاتك. 
إن المجتمع الكسيح وهو المثقل بالتجارب والخبرات التي لم يفد منها. أما الأمر الآخر الذي لم نفد منه فهو استمرار الإفساد وبعض المفسدين أهل البنية العميقة صنيعة النظام السابق، فلا تخلو منهم مؤسسة أو مصلحة. والحق أن وراء هؤلاء مجموعة من المتسترين على إفسادهم واستمرارهم في الفساد، من الخوف الطبيعي على مواقعهم، وخوف أن يحالوا للنيابة باعتبارهم مأمورين كانوا ينفذون التوجيهات. فلذا ينبغي تأمينهم، لأنهم القادرون على كشف الأغطية ليرتاح الذين فجروا الثورة، وأن بعض استحقاقها قد تحقق.. 
واجب المؤمنين أن يشاركوا في فضح الفساد والمفسدين والمرجفين، ولا بد من إعلام حر وشفيف كي لا يطمئن الفاسدون ليكونوا شركاء لشر قدوة. 
إن كثيراً من الناس ينتظرون الإجابة على كثير من الأسئلة، وذاك حق من حقوقهم.

أترك تعليقاً

التعليقات