فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عندما ثار شعبنا اليمني على نظام عفاش الفاسد، الذي هرب بطريقة غامضة إلى الرياض لا نعلم كيف هرب ثم تشرذم في الآفاق؛ حاول حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) -وقد نجح- امتطاء الموجة. دخل الخونج مع بقية الأحزاب في محاولة عقيمة؛ أي: من كان الأكثر تحشيداً جماهيرياً؟ واضطر حزب الإصلاح أن يقيس العدد بالمتر، ليظهر على الآخرين، مع أنه لم تكن علامات واضحة تحدد عدد هذا الحزب أو ذاك، غير أن الإنصاف يتطلب أن نذكر أن «الإصلاح» كان أكثر تنظيماً، من حيث أنه استغل الفقراء في الاستنفار، فحشد النساء والولدان وأصحاب الدبابات في الحارات... وصرف ملايين الريالات على المواصلات. وكان «الإصلاح» قد استغل دولة قطر التي جادت بسخاء على الحاضرين في الساحات والخوالف والقواعد في البيوت. وبينما كانت وجبة الغداء قطعة دجاج وطبقا من الأرز وسلطة تكلف بالمتوسط ألفاً وخمسمائة ريال، فقد حسبها حميد الأحمر بخمسة آلاف ريال قطري، والشيخ تميم يدفع ويدفع أجرة الباصات الصغيرة والكبيرة لنقل المؤهلين من وإلى «ساحات الجهاد»!
ولأن إعلام عشرات المحطات الخونجية تكذب كذباً أبيض وأسود وبقية ألوان الكذب الأخرى، فإن أطفال هذا الإعلام قد استنفدوا كل عبارات شد الانتباه، من مجوسية وعنصرية ورجعية وإمامية وطائفية... فإن المرء يشعر بالأسى والحزن المرير عندما يلجأ هذا الإعلام الضال المضل إلى جانب صناعي آخر يرفضه الواقع، يستغبون به اليمنيين والعالم، فقالوا إن الحوثيين قد جمعوا الفقراء من كل أصقاع العالم، بمن فيهم الصوماليون والأحباش، وقاموا باستعراض للقوات المسلحة المستعارة المجلوبة، حتى إذا تم هذا العرض العسكري في الحديدة نقلوه إلى صنعاء ثم إلى بقية المحافظات!! ولا ندري هل تم النقل على السفن أو الجمال أو الحمير؟! ولا ندري ماذا ستقول وسائل الإعلام الخليجية عن مئات الألوف هذه التي احتشدت في عشرات الساحات تحتفل بالمولد النبوي الشريف؛ هل تم نقلها على بساط ريح «الخائن الحوثي» سليمان عليه السلام، تنزه عن الخيانة والنقص، أم تم النقل على بساط السحر الذي صنفوه بأنه نوع من «الشمة» التي إذا مضغها الحوثي قفز على صهوة الدبابة حافياً فأخذها غنيمة، أو إذا تلا بعض الكلمات فنفثها في وجوه المرتزقة سلموا أنفسهم بعتادهم لـ»المبردقين الذين جاؤوا من كهوف مران»؟!! فبرغم أطفال الإعلام الخليجي وألوف عديمي الموهبة وكامليها، ورغم مئات القنوات المستأجرة فإن كذبهم أصبح مسخرة للبشر والحيوان على السواء!

أترك تعليقاً

التعليقات