فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شهر رمضان، أهلاً وسهلاً، خير قادم وأكرم وافد. وحدهم الأطفال يبتهجون بقدوم هذا الشهر الكريم؛ لأن الشارع في المساء يحررهم من سطوة الأسرة ويطلق لهم حرية الإرادة والحركة. وإذا قال إنسان: أذكرك بأن هناك فئة غير الأطفال تحتفل بمقدم هذا الشهر، إنهم عباد الله المخلصون الزاهدون الذين لم يهمهم الأمل ولم تشغلهم الدنيا، هم الذين يذكرون الله في النهار ويستغفرون في الأسحار، هم جلساء القرآن يتلونه حق تلاوته نهاراً ويبيتون لربهم سجداً وقياما... وما رأي سلمان بن سعود في أمة عربية مسلمة يضاء ليل صومها وإفطارها بأنوار الصواريخ كسنا البروق، وتسقط قنابلها فتدك البيوت على رؤوس الأطفال والشيوخ، ويسعد القتلة بعدد الرؤوس المدفونة تحت الأنقاض وبالدماء التي سالت على الأبواب والشرفات؟!
هل يستحق شعب عربي مسلم هذا التنكيل وهذا الموت الذي ترسله باسم «خادم الحرمين الشريفين» وشعار الكعبة المكرمة، فينال من عربي مسلم تقول إنه مرتبط معك صوماً وصلاة وشهادة وتوحيدا؟!
يفرح بقدوم هذا الشهر التاجر الصالح الذي يخاف الله، فلا يتصدق ولا يخرج حق الله وحسب، وإنما يفتح خزانته ويحسن كما أحسن الله إليه، وما أكثر هذا التاجر المحسن الصادق!
يفرح بقدوم هذا الشهر الوزير الذي سيكف يده عن الشيطنة ويعزم على أن يتوب عن السرقة وتجاوز القوانين والأنظمة، وأن يحترم الميثاق الغليظ الذي افتتح به حياته الوزارية!
سيفرح بهذا الشهر الكريم العضو الحزبي الذي سيعمل على أن يراجع موقفه الحزبي، فيصحح ويراجع وينقد بشجاعة سير الحزب طامعاً في التحديث والتجديد ويعمل مشاركاً في رؤية حزبية معاصرة تحترم سنة الزمان والمكان!
سيسعد بقدوم رمضان هذا الشعب حين يجد أن الدولة تطبق شعار الصرخة باليد كاللسان، والباطن كالظاهر... وأهلاً رمضان!

أترك تعليقاً

التعليقات