ما للحاكم وما عليه!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عنوان طويل لا يمكن أن تفي بشرحه وتعطيه حقه صحيفة سيارة، مع أن تراثنا معمور بهذه الفلسفة التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، مثل كتاب "الآداب السلطانية" في القديم، و"طبائع الاستبداد" في الحديث. وخلاصة هذه الفلسفة عنوان كالدستور وضعه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين أذاع بيانه الأول في مسجد الرسول الكريم: "أيها الناس، لست بخيركم، فإن وجدتم مني خيراً فأعينوني، وإن وجدتم مني شراً فقوموني بسيوفكم. القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له"، وهو دستور لأول مرة يقضي على تراث الصحراء الجلف، وينسف العنجهية البدوية التي عبرت عن قلقها بنظرية "ومن لم يظلم الناس يظلم".
جاء الإسلام وهناك شريعة، أو هي أعراف كالشريعة، يموت الأب فيرمي الابن ظهره على زوج أبيه، وإذا كان له فضل السبق فهي له حلال يتزوجها، وكان هناك التعامل بالربا، وكان هناك القوي يأكل الضعيف والغني يأكل الفقير، وكان هناك الغلبة للقبيلة ذات السؤدد، وكانت هناك سيادة للعرافة والكهانة توجه السلوك وتتحكم في مقاليد الحياة... الخ.
جاء الإسلام ليساوي الغني والفقير والسيد والعبد، فلا حكم إلا لله، ولا شريعة إلا لحق الإسلام الذي يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
جاء الإسلام فلا سيادة إلا للعالم العادل الرؤوف الرحيم صاحب الحكمة والورع والتقوى ونظافة اليد وراقي السلوك والمعروف بالزهد والأخلاق الكريمة، فلا حاكم جاهل ولا سلطان لمشبوه أو غرّ مغفل غشيم غشوم، ولا سمع ولا طاعة لعادات قبيحة وتقاليد منحرفة ضالة، وتحت راية القرآن المجيد يستظل الحاكم والمحكوم. إنها شريعة القرآن ونور الإسلام وحكم الله الرقيب الشهيد.

أترك تعليقاً

التعليقات