فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
حسيت أني مسؤول في الجمهورية اليمنية، ومسؤول غائب عن المسؤولية، منصرف عن الهدف، ضال عن الطريق المستقيم... حسيت أني حاضر الجسد أتلقى مباشرة كلمة الأستاذ مهدي محمد المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، ولذلك شعرت بشيء من الخجل وغير قليل من الحرج، كأنّ كلماته يممت شطر وجهها إليَّ، وكنت أحب إلى كثير مثلي من الإخوة المسؤولين ممن أتحاشى تكرار النظر إليهم. حسيت أنهم مثلي، يشعرون بالخجل، خاصة عندما وجه الأخ الرئيس (إنذاراً) ما يشبه الإنذار بضرورة الاستبدال، أي تغيير من لا يؤدون الأمانة. كان كلام الرئيس واضحاً ودون مواربة أو لف ودوران، وذهب بي الشعور بعيداً، متصورا أنه يكاد يسميني خاصة، وأنا على يقين وعلم يقين أن تقارير مخابراته تصعد لمكتبه (الرئيس) بتفاصيل مثيرة لدقتها!
حسيت أن الأخ الرئيس بعد ذلك لن يستثني أحداً، بل شط بي التصور بعيدا فترقبت ألا يقرأ أسماء الذين هم مؤهلون للاستبدال، حفاظاً على مشاعرهم، لما نعرفه من خلقه المتواضع، وإنما سيصدر قراراً بالبديل.
لقد أشَّرَتْ الكاميرا على بعض الصور المرشحة، ولحسن الحظ أنها لم تؤشر عليَّ، غفلة من المصور أو ليستر الله عليه، فمن مساوئي أنه بين لحظة وأخرى أشخص القوانين وأحياناً أغيرها ليس لإحداث مكانة لا أستحقها، وإنما إثبات هذه المكانة بدعاية عكسية، أخشى أن تكون على حسرة وندامة يوم القيامة!

أترك تعليقاً

التعليقات