فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا - 

قلنا لهم: لماذا نتذكر تلك التي كانت "تعز"، فنعزل عنها "صعدة" و"حجة" وبقية محافظات الجمهورية اليمنية التي طالها العدوان، فدمرها تدميراً؟
فقال كثير بحسن سوء نية إن تعز هي اليمن، بل إن اليمن كلها تفدي "تعز". والحق أن الذين يتحيزون إلى "تعز" باعتقادهم أنها كل شيء، هم من الجنس القومي الذين تتشكل عندهم "مسقط" في الشرق مع "أجادير" في المغرب الأقصى كوحدة واحدة، ومن يذهب مخالفاً رأيهم هذا يتهمونه بالانفصام وعدم الانتماء، وربما تجاوزوا هذا الحكم إلى القول إن هذا الإنسان الانفصامي مدخول في عروبته فهو ينتمي إلى أصول غير عربية بالمرة.
قبل فترة قصيرة نصحنا "المقاولة" بأن عليهم أن يحترموا مصطلح "التحرير"، فلا يمكن أن نسمي "تعز" محررة ولا "عدن"، بينما يحتلها الأجانب إما بالأصالة كالدواعش أو بالإنابة كالسعودي والإماراتي والسوداني. وقلنا لهم بالنص لن يصدق أحد هذا التحرير، لأن أحداً من الناس لا يمكن أن يصدق هذا المصطلح "الأهبل" والاحتلال يدنس الأرض والعرض، فعليكم أن تجعلوا هذه المحافظات وفيرة الأمن والأمان، لتقتدي بكم المحافظات التي تنام بسكينة وأمان واستقرار تحت ظلال الجيش واللجان الشعبية. وللأسف راهن الداعشيون على فكرة: "لا أمن ولا أمان ولا استقرار إلا باستقرارها من سيطرة الحكم المجوسي الكافر". ولما خرج هؤلاء المجوس والكفار من عدن وتعز، بادر هؤلاء المقاولون إلى تقسيم هذه المدن المحررة بزعمهم، تقاسموا تعز وعدن حارات، لتصبح تعز "دولة" بين أمراء المؤمنين، فأبو العباس له "باب موسى وباب المداجر"، وللإخوان المسلمين "شارع الجمهورية وعصيفرة"... الخ.
إن صراع هؤلاء المقاولين لم يقتصر على رصاص وكلاشنكوف، وإنما يشمل أيضاً الصواريخ والقذائف والدبابات، وأصبحت التي كانت تعز، لا تنام ولا تستيقظ إلا على "دانات" المدافع وضجيج الصواريخ، ويسأل "كواتي" صهر أبي العباس، وهو زعيم مليشياته، أصحاب تعز: من هو الأولى بالبلد، هل هم الحوثيون الذين ما أساؤوا قط إلى أحد، أم المليشيات التي استباحت كل محرم؟ وهي شهادة كان على كل من له بصيرة أن يراجع هذا السؤال وفق الواقع المعيش.
إن أهل تعز لا صريخ لهم ولا هم ينقذون. إن التي كانت "تعز"، تصرخ وتستنجد بكل الوطنيين والشرفاء لإنقاذها من الموت المحقق الذي يصبحها ويمسيها بهلاك محتوم. إن هؤلاء القبيحين جداً يقتتلون على خراج أسواق القات، وعلى اقتسام صفوف الدكاكين، فلا قضية لهم غير السطو والنهب والسرقة، وبكل قحة كلما نادتهم ما تسمى السلطة المحلية لوقف الاقتتال، كان هذا النداء دافعاً للمضي فيه.
إن على الجيش واللجان الشعبية أن يقوموا بواجبهم الأخوي إزاء تلك التي كانت تسمى "تعز"، فتطهر هذه المدينة المقدسة، كما طهرت مئات القرى في محافظة الضالع.. وتباً وتعساً لهؤلاء الدواعش الذين تنكر كل الوحوش الضارية ـ بما فيها الخنازير البرية ـ أفعالهم المعيبة.

أترك تعليقاً

التعليقات