فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كان هناك صراع خفي بين رئيس الجمهورية الظاهر (صالح) والرئيس الظل (علي محسن). وذكر علي محسن أنه أنقذ صالح من 4 اغتيالات. وكان علي محسن يلعب أوراقاً لصاحبه ولي نعمته. فإذا كان علي محسن يصطدم ويُرفض طلبه من قبل صالح فإنه يقوم بابتزاز الرئيس، فعلي محسن لا يشير وحسب إلى إنقاذ صالح من اغتيال أو انقلاب فقط، وإنما يصرح بأنه قادر على أن يعزل "صالح" في ظرف بضع ساعات.
لقد كان كلا الرجلين يبيت للآخر شراً محققاً، مما جعل "صالح" يصرخ بصوت جهوري وبجمل واضحة: "لن أكون تاكسياً، ولن أكون مظلة للفاسدين"، وهو يعني بذلك في المقام الأول علي محسن، رئيس الجمهورية الظل. ولنا أن نذكر في هذا المقام موقفين: الأول: الخلاف حول ولاية العهد، فالرئيس مصمم على أن يكون أحمد علي رئيس الجمهورية، ويأتي بعده علي محسن الذي يعتبر أنه المرشح للرئاسة بعد قريبه صالح الذي رفض فكرة معاقبة الرئيس بضرورة أن يستلم كل جندي مرتبه عبر البريد والبطاقة الشخصية، لأن الرئيس يعلم كقريبه علي محسن أن العدد في كشوف المرتبات وهمي، لتصرف "الرديات" لعلي محسن، وتبلغ ملايين الريالات، وأن هذه الخطوة ضربة موجعة لقائد الفرقة "المدرع"! وكان الرئيسان صالح ومحسن يذهبان إلى المرجع عبدالله الأحمر للفصل في هذا الأمر وغيره من أمور السيادة التي لا ينبغي أن تعلن، خاصة وأن الأحمر مثل محسن كلاهما صاحب كشوفات وهمية. الأمر الثاني هو أنه وبإلحاح من صالح أن يكون ابنه أحمد رئيساً للجمهورية من بعده، ولعلي محسن أن يكون نائب الرئيس أحمد علي صالح، وهنا تدخل عبدالله الأحمر بقوله: "وأنا وعيالي وين نسير؟!"، فتدخل الرئيس صالح: "أنت رئيسنا إلى يوم القيامة"، عندها أصدر الرئيس توجيهاته بعدم صرف الراتب بالبطاقة الشخصية، بل يظل الصرف في المعسكرات كما كان. أما من له صلة بالأمر الآخر فإن علي صالح رفض أن يذهب الجنود اليمنيون إلى أفغانستان لقتال الشيوعية إلا بشروط، منها أن تتعهد أمريكا بأن يكون 20 ألف دولار مقابل الجندي. أما من رتبة فوق الجندي كالرائد والمقدم والعقيد 50 ألف دولار، كما تتعهد أمريكا بأن يعلن صالح رئيساً فخرياً على أن تكون الرئاسة للولد أحمد، ويكون علي محسن نائباً للرئيس. ولقد قام علي صالح بمقدمة تمهد لذلك فأعلن على الملأ أنه لن يكون تاكسياً ولن يكون مظلة للفاسدين، وعندما اتفق الرئيسان على تصور مناسب دخل الشيخ الأحمر في خط المواجهة، فصار ثالث ثلاثة لنهب الرديات. والصلح خير.

أترك تعليقاً

التعليقات