فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

النظام الذي طرده كل اليمنيين من صنعاء "صب" في المصدر: الرياض. كان الشعب اليمني، وبصدور عارية تحدت هذا النظام المجرم، قد نسج أسواراً أكثر صلابة من الحديد، فقد زرع الفساد في كل مرفق من مرافق الحياة إلى درجة أن يتنازل اليمني عن ثلث حقه ليتفادى سلبه بالكامل، فيكفي شاهد الزور ألف ريال ليشهد كما أراد صاحب أو طرف الخصومة! ولأول مرة أشاهد أشخاصاً يغدون ومن الباكر محتشدين أمام المحاكم خماصاً ومروحين بطاناً، ولكل قضية ثمن، فقضية القبل تسوى 3000 ريال، وقضية السرقة 15 ألفاً، والنهب 8 آلاف، وأن فلاناً يشرب الخمر 6 آلاف ريال، وبيع الجنسية 25 دفعة أولى ومثلها إذا خرجت البطاقة الشخصية، أما الجواز فـ5 آلاف ريال، دون اعتراض صاحب الجواز، لأن كتابة اسمه بخطأ إملائي يقتضي أن يتم تصحيح الخطأ بـ5 آلاف ريال... وكانت أمور فسادية أخرى مثل استخراج أمر لهذا أو ذاك ممهوراً بتوقيع فخامته وتوكيد بخاتم الرئاسة الجمهورية (مكتب الرئيس) ولن يكون ذلك إلا بأن يستحق هذا الأخ هذه الوظيفة بعد تزكية من الوسيط وليس (C.V) السيرة الذاتية ضرورية، لأن تزكية هذا الوسيط كافية. وقد تعجل بعض الناس فظنوا وبعض الظن إثم فتقدموا بملفاتهم للرئيس الشهيد الصماد والرواية للشهيد المذاع على مستوى وسائل الإعلام، فهذا يريد وزارة وآخر بيتاً وهذا عملاً في سفارة في الخارج... وهناك قصة طريفة، فمكتب الرئيس المرحوم القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري مزدحم بقادة في الجيش والأمن كتبوا أسماءهم وكان الأخير في القائمة رجل مكسو بالفقر اسمه شيخ الله، فاستدعى الرئيس الأخ شيخ الله ولما سأله عن اسمه الحقيقي قال له: رأيت كل اسم من الذين يريدون مصلحة شخصية يا فخامة الرئيس كل اسم مقرون بهذه الأهمية شيخ حاشد وشيخ بكيل و... وهؤلاء يا فخامة الرئيس أعرفهم ملكيين في الليل وجمهوريين في النهار، ولما لم أكن شيخ قبيلة فلم أجد إلا الله فتمشيخت عليه. وإن الرياض تزدحم اليوم بهؤلاء الذين فروا من الجمهورية ومن الملكية، بعد أن لفظهم الشعب، هم النظام الذين سرقوا أقوات الناس وحقوق الجمهورية والملكية، فذهبوا يكشفون أسرار الوطن، واكتفى بعض آخر بوضع الإحداثيات التي أزهقت كل شيء حي في اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات