فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

ضج العالم حين قصف المجاهدون "أرامكو". هذا العالم الغبي الذي لا يحترم غير مصالحه، ولا يحترم إلَّا القوي. ومن زمن غير بعيد والإعلام السعودي المضلل والضال لم يعترف إلَّا بشيء غير محدود، وهو "مقذوفات" تنال من "الحد الجنوبي"، ولا "أضرار فادحة".. ويبدو أن نصيحة "لوجيستية" قد سمعها "مقبح بن هلكان"، وجهته ليقلع عن "مقذوفات"، لأنه عندما تنتهي همجية هذا المراهق، فإن السعودية -حتماً- سيرهقها التعويض، وستكون "المقذوفات" أقل مكافئ لأرقام التعويضات التي هي أصعب ما يستعصي على العد، إذ قصفت المدارس والمساكن والمزارع والطرقات والمشافي وخيام الأعراس والمآتم وباصات الأطفال والكبار، ناهيك عن الشهداء والجرحى ومرضى السكر والفشل الكلوي، وكل المرافق حتى القبور، من قبل هؤلاء الأعراب الذين "لا يعلمون حدود ما أنزل الله على رسوله".
ونحن أكثر ثقة، حتى قبل أن يصمت هذا العالم المنافق، من أن هذا العالم لا يهمه شيء غير مصالحه، ابتداءً بالمهووس المربوش "ترامب"، مروراً بالقيصر "بوتين" وزعماء آخرين، يزورون مملكة بني سلول، اشترطوا عدم إذاعة أسمائهم، مكتفين بالنفاق وسحب الأموال الموجودة أصلاً في بنوكها، وعلى "آثار" المجنون "ترامب" ينتظرون متى سيأكلون "البقرة الحلوب"!
كان العقيد القذافي اقترح "تأميم" الأماكن المقدسة "مكة" و"المدينة"، لتشرف عليها كل الدول الإسلامية، وروج الإعلام المصري خاصة لهذه الأمنية، لأن السعودية تخلط المدينة ومكة بالسياسة، وتبتز المسلمين، مستغلة هذه المشاعر للكسب المالي الخرافي من ناحية، وللكسب الزعامي من ناحية أخرى، والذي ذكرني بهذه الفكرة ما نشرته إحدى وسائل الإعلام الصهيونية بعد قصف "أرامكو"، حين طلبت الصحيفة أن يكون لها نصيب من الحج والعمرة، لأن كثيراً من الأماكن يهودية، ولقد آن لـ"إسرائيل" أن تسترد حقها في هذه الأماكن، وأن مليارات الدولارات لن تعوض عن هذه الأماكن بالنسبة لليهود.
إذن، فالمقذوفات التي ارتقت لتكون طائرات الحوثي، والأماكن السياحية اليهودية سيضعها السعوديون على الطاولة حين تضع الحرب أوزارها.

أترك تعليقاً

التعليقات