فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لم يكسب العامل اليمني في السعودية ما يجعل المستخدم السعودي يتفضل عليه، فالعامل في السعودية يدخل نار جهنم صيفاً (حرارة 60) وقرَّها شتاء (حد التجمد) وثلاث سنوات قرحة وأخرى فشل كلوي... ولا نبخس الناس أشياءهم، فبعض المغتربين يبني له دهليزاً يطلق عليه بيتاً من باب المجاز. أما المغتربون الآخرون فيسفر عن اغترابهم بضع بطانيات وجهاز مسجل كاسيت وخمس مفردات لغة لا تتجاوز "يا بوية"، "سكر الباب"، "ويش بلاك"، " ويش تبي"، "هالساع".
لا ينكر أحد من العقلاء أن اليمنيين عمروا السعودية ولا يزالون منتقصي الحقوق برغم أن إبراهيم الحمدي أخذ وعدا من الملك خالد ملك السعودية حينها أن يساوي العامل اليمني بالعامل الأجنبي بما في ذلك التأمين الصحي وتأمين السلامة، وقد خيره المقدم الحمدي بين أن تطبق المملكة اتفاقية أبرمها عبدالله بن أحمد الوزير نيابة عن اليمن والأمير خالد بن عبدالعزيز نيابة عن السعودية بتاريخ 18 ـ 19 أيار/ مايو 1934 في مدينة الطائف والتي تنص إحدى فقراتها على أن كلاً من السعودية والحكومة اليمنية اتفقتا على أن يعامل أبناء البلدين معاملة مواطنين أحدهما، حينها قال الملك خالد إن لليمنيين في قلوبنا احتراماً وتقديراً، فقال إبراهيم: نريد أن نجدد هذه الأخوة، حينها قال خالد: ليس بين الخيرين حساب، وصرف "جلالته" الحديث عن السياسة إلى الطقس بين البلدين!
كان إبراهيم يهدف إلى إفساح فرصة للحديث عن كثير من المشكلات التي يعانيها المغترب اليمني في المملكة، من ضمنها إلغاء التأشيرة بين البلدين والتنسيق الاقتصادي بين البلدين، إلا أن جلالته قال إن رئيس مصر يكثر من إحراجي لعدم مساواة العمال المصريين باليمنيين. حينها قاطعه الحمدي بعبارة هي رسالة: يا جلالة الملك كان عليك أن تخبره بأن بيننا معاهدة قديمة!
بماذا يجازي السعوديون أبناء الشعب اليمني الآن؟! غارات طيران سعودية تنال الأحياء والأموات والمدارس والمشافي... وآخرها جسر المصباحي ومشفى السبعين للأمومة والطفولة.
أهكذا يكافئ سفهاء المهلكة شعبهم اليمني "الشقيق"؟!
كسب الشعب اليمني سمعة الإعمار، وكسب مقبح بن هلكان تاريخا يسجل لهم الخراب والدمار.

أترك تعليقاً

التعليقات