فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أقول مكرراً النداء لزملائي طلاب الجامعات إن من أفضل ما يمكن إنجازه في الصف الجامعي هو التعريف بالمنهج العلمي وأهميته في حياتنا، وأن غياب المنهج هو السبب في تخلف عالمينا العربي والإسلامي؛ فالمنهج على مستوى البيئة الصغرى (الأسرة) والكبرى (المجتمع) مهم للغاية، فالمنهج يحقق الأغراض أو الأهداف التالية:
1 - يوفر الوقت؛ فبإمكان المرء أن يسافر من صنعاء إلى تعز عن طريق مأرب أو حضرموت؛ ولكنه سيحتاج لمزيد وقت، فالسفر قد يستغرق زمناً مضاعفاً.
2 - الجهد؛ فالسفر من صنعاء إلى تعز يحتاج إلى طاقة مضاعفة يحتاجها إخراج المركبة من غرقها في الرمل أو إصلاح الإطارات التي قد تحتاج إلى تغيير أو تفقد هندسي أو قطع غيار غير محسوبة أو مهندس غير موجود.
3 - المال؛ إضافة إلى الوقود أو كثير من مخاطر الطريق، إضافة إلى أغراض صحية وطوارئ صحية غير متوفرة.
وبناءً على ذلك، فالمنهج بلا حياة عبث وزرع في الهباء، والحياة بلا منهج فوضى وعدم.
إن المنهج ضرورة حياتية تحدد الوسيلة والهدف على السواء. إن العربي المسلم قد يدخر المال لا لهدف، ويدخل الجامعة لا لغرض، ويصلي بلا معنى، ويتزوج دون تخطيط لمستقبل، ويناضل ربما إن جاء للفراغ... ومن الظواهر السلبية في ميدان المعرفة في الوطنين العربي والإسلامي -على سبيل المثال- أن عنوان كتاب «العلاقة العربية الأفريقية» يحدثك عن تاريخ «الفلبين والصين الشعبية»، وتبحث عن كتاب في موضوع تحليل النصر الأدبي، فتجد الكتاب في صفحة أو في سطور معدودة من 200 صفحة يحدثك عن أساطير اليونان...
يا جماعة، لا بد من منهج واحترام قوانينه!

أترك تعليقاً

التعليقات