فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

مجزرة سلمان في سعوان لن تنسى، ولن تكون الأخيرة، لأنها لم تكن الأولى، وقال صديق -لم يعد عزيزاً- من أتباع فئة الإصلاح، حين صعد سلمان ملكاً، يزكيه: «إنه -سلمان- رجل صالح».. سألته: كيف عرفت؟!، قال: لأنه حارب الشيوعية في أفغانستان أيام كان أميراً للرياض، وكان يجمع من التجار مئات الملايين لدعم المجاهدين، ويتبرع هو وأسرته بجمع التبرعات لصالح المعركة. قال له صاحبه وهو يحاوره: البالغ أنه كان «يلهف»  معظم التبرعات. قال: أمر عادي، ألم تقرأ قوله تعالى: «والقائمين عليها»، وقد اقتدى به جمعاً ونهباً الرئيس صالح.
بعدما استوى الملك عبدالله بن عبدالعزيز على العرش، وفي أول زيارة ملكية له لأمريكا، وفق «ويكيليكس»، وجه الملك سؤالاً لجورج بوش: البالغ أنكم تغيرون الزعماء لأنهم لا يروقونكم، قال له صاحب البيت الأبيض: «محتمل»، فقال له بن سعود: أتعهد لفخامتكم من الآن أن أكون صديقاً مخلصاً وفياً، وما تريدونه يا فخامة الرئيس سيكون، فرد عليه «بوش« بكلمة واحدة: «OK». وبعد عودته فكرر جلالته في موضوع «البيعة»، وقدم لهذه الهيئة قائمة بأسماء الأمراء الذين سيخلفونه بالترتيب، ولكن هذه القائمة فضلت أن يكون الأمير متعب ابنه ولياً لعهد الأمير سلطان، غير أن سلطاناً فضل أن يكون ابنه «بندر» سفير المملكة في واشنطن، أول ولي للعهد بعد أن ينتهي الصف الأول من أولاد عبدالعزيز.
والخلاصة أن لا قرار سعودياً بدون أمريكا. والسؤال الذي يعلم أبناء اليمن الإجابة عليه سلفاً: هل قصف الطيران السعودي لحي سعوان وقتل طالبات المدرسة وخلخلة مئات المنازل وترويع الآمنين، تم بدون علم أمريكا؟ الجواب بكل توكيد: ألف لا.. وإذا كانت هذه المجزرة الفضيحة الوقحة قد حدثت بحضور الإنجليزي «غريفيتث»، فإنها ليست المرة الأولى. بل إن أبشع الجرائم تتم بحضور دبلوماسي الأمم المتحدة.
المطلوب أن نأخذ القصاص. وإذا كانت عشرات الأهداف في جعبة صواريخنا، فمن حقنا الرد وفقاً للشرائع والقوانين الدولية.
إن دماء اليمنيين ليست مباحة، فإن «آل سلول» لن يفهموا غير القوة، ففيم الخوف والاستكانة؟

أترك تعليقاً

التعليقات