فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

من بداية السبعينيات، وحين كان الملك فيصل ملكاً للسعودية بعد انقلاب ناجح ضد أخيه الملك سعود، بعد تلفيق اتهامات كثيرة له، من بينها أن هواه مع القومية العربية برئاسة جمال عبدالناصر الذي بدوره أطاح باللواء محمد نجيب، وأن سعود ذو سلوك رديء، وأنه مسرف يشتت بالخزانة السعودية في مصارف تفت في عضد الدولة السعودية، من هذه البداية كان فيصل يعد العدة لتنفيذ وصية المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وهي الوصية التي مفادها أن اليمن عزها في خراب المملكة، وخرابها يجعلها حوشاً خلفياً للمملكة. وكلف الأمير سلطان بملف السعودية-اليمن، فذهب سلطان مذاهب مختلفة في بسط نفوذ المملكة على اليمن، ومن هذه المذاهب استعباد الملكات العقلية والعلمية وكل الملكات بالمال. وشملت هذه الأموال قيادات شتى. وكان يكفي أن يصل إلى سلطان بن عبدالعزيز بشهادة تزكيتها للشيخ فلان والعسكري علان، ومن بين هؤلاء رؤساء جمهورية كالغشمي وبعده في القائمة علي صالح. أما القاضي الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري، وقبله الرئيس عبدالله بن حمود السلال، فقد كانا يرفضان هذا الدنس، ولكنهما كانا يغضان النظر عمن يأخذ الدنس المدنس، والذي لما يزل يستعبد اليمنيين بمن فيهم الطلة الجديد عبد ربه والبركاني (شيخ المانجو) والتقدمي جداً فاسين تعيس نعمة وضلال العليمي والزعانف الآخرون الخالون من كل المواهب عدا موهبة رفع الإحداثيات، والذين أصبحوا مجرد مخبرين صغار يحملون شهادات الغباء المطلق والخيانة البليدة، والذين أصبحوا يختمون رسائل إلى صاحب السموم مقبح بن هلكان بعبارة كان ينزل بها عبدالرحمن البيضاني لجلالة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين: "خادم نعلكم"، غير أن تعليمات صاحب أشهر منشار في التاريخ، وهي أن صاحب السموم مشغول. وعرف عامل يمني أحد هؤلاء المرتزقة، فتفل في وجهه: يا خاين يا حقير!... ولا أدري أي قبر سيستوعب هؤلاء الخونة! بل أعجب من الجواب على سؤال يقدمه أبناء هذا الخائن: ماذا كنت يا أبي تعمل في الرياض أو القاهرة أو إسطنبول؟!... تحرك القاضي الإرياني ضد سياسة آل سلول فدبروا له تهماً منها أنه بعثي/ باطني، ثم الغشمي فقتلوه، ثم صالح فنجزوه... وعندما اعتنق جيل ثوري في 21 سبتمبر فكرة الاستقلال جلبوا عليه خيلهم ورجلهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعقلون/ لا يعلمون!

أترك تعليقاً

التعليقات