فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
صباح السبت 22/7 سمعت وشاهدت الأخ الأستاذ المناضل غالب عبدالله مطلق، وزير الأشغال العامة والطرق، في حديث مع قناة «عدن» الفضائية. ومن ضمن ما قاله أن المشكل الذي فجّر حرب 94 أن علي عبدالله صالح اشترى كثيراً من قادة الجنوب وشغلهم بالمادة، فبينما كان عضو الاشتراكي يعد برجوازياً إذا امتلك بضعة آلاف من «الشلنات» أصبح في الشمال يمتلك الملايين من الريالات ويملك الفلل والعقار، وتخلى كثير من قادة الحزب عن جماهيرهم، وأصبح الحزبيون القادمون من الوحدة أثرياء يتسابقون على المصالح الشخصية.
وقال الأستاذ غالب مطلق إن من ضمن الأسباب التي فجّرت الحرب عام 1994 هو تأخر الأستاذ علي سالم البيض بإعلان الانفصال بعد أن تفككت مؤسسات الجنوب عسكرياً ومدنياً، مما جعل علي صالح يسيطر على كل شيء، فلا علي سالم يعرف اختصاصه كنائب لرئيس الجمهورية، ولا الوزراء يعرفون اختصاصاتهم، وأصبح عزاء الجنوبيين الوحيد هو مسابقة نشطة على المصالح الخاصة التي تقسم حسب موقع الرفيق وتاريخه النضالي. وللأسف فإن هذه المواقع النضالية بعضها انتهازي وغير حقيقي، مما بذر التذمر لدى كثير من القيادات التي استحقت الجدارة النضالية، وخاصة في فترة مقاومة الاحتلال البريطاني وتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني العامل.
هذا يعني أن علي عبدالله صالح، وتحت ما يسمى المؤتمر الشعبي العام من ناحية، ومغالبة كفار الجنوب الملاحدة الشيوعيين من ناحية أخرى، عرف موطن الوجع، وأصبح مثلاً حياً لـ»جوِّعْ كلبك يتبعك»، فاستأسدت الكلاب و»استنسر البغاث» كما تقول العرب.
وفي زيارتي للأستاذ عمر الجاوي في مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 95 أخبرني عنواناً طريفاً أن «مرسديسات رئاسة الجمهورية وصالونات أبو دبة وصلت حتى أقاصي حضرموت، ومن فاتته السيارة صالحته الساعة الذهبية». وقال الجاوي إن «45 سيارة أبو دبة لم ترجع منها سوى عشر سيارات رفضها الشرفاء الذين كانوا يرون الوحدة أغلى من أي طائرة أو أي رقم مالي فلكي». وبينما أفاد الانتهازيون من أبناء الحزب الاشتراكي اليمني أو من أبناء المؤتمر الشعبي العام والإصلاح، فإن الشرفاء من قادة أحزاب اليمن يتمسكون على صعيد الواقع بمثل عربي يقول: «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها»، فينتظرون الموت لفقدهم العلاج، ولم يستطيعوا حتى اللحظة مجابهة الفقر ولو بصرخة واحدة!

أترك تعليقاً

التعليقات