فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

 ما حصل في اليمن أن ثورة 21 أيلول كشفت سوءات كثيرة، وأظهرت زيف الثقافة وهشاشة إيمان أدعياء المواقف المزايدة!
ظهرت سوءات بعض القوميين الذين كان شعارهم "من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر"، فانكشفت هذه السوءات عارية أمام الأمة؛ لأن أصحابها جعلوا من هذه الشعارات التي قاتل من أجلها وتحت رايتها جموع الملايين من أبناء الشعب العربي، مجرد ضحك على الضمائر الحية التي رأت "مخاواة" وملاءمة حقيقية بين هذه الشعارات وشعارات "الأنصار" التي تخر لها جباه "الإبرامز" و"الأباتشي" والارتزاق خاضعة ذليلة فزعى: الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لـ"إسرائيل"... نقول إن سوأة بعض القوميين ظهرت حين اتضح أن الخليج الثائر والمحيط الهادر ليس إلا مجرد بقعة صغيرة، أو على الأصح ليس إلا حارة من حواري باب موسى، وزقاق من أزقة الباب الكبير بتعز، يتبادل هذا المسخ القومي مع سوأة "الشعار الاشتراكي": "حياة الأممية والشغيلة فوق الفردية البرجوازية"، إذ باعها منظِّرها الصغير جداً مقابل شقة باردة في عاصمة البرجوازية القذرة "لندن"، جنباً إلى جنب مع شقة الصغير جداً المطرود من "خارجيته" "ضال" عبد ذليل الوضيع، في إحدى عمارات الملزة في الرياض.
ثورة 21 أيلول فضحت تجار الشعارات الكذبة.. إذ أكل الحنش المحنش، وصعقت العمالة خداع الوطنية المضللة تلك التي رهنت شرفها في "كيس" اللجنة الخاصة، أما بعض أحزاب ومشائخ اليمن فلا يقلون وضاعة عن أشقائهم "جنجويد" بشير السوء "المخلوع"، فكما باع هذا "الآبق" جنجويده لبراميل "مقبح بن هلكان"، فإن بعض هذه الأحزاب وبعض هؤلاء المشائخ باعوا شرفهم لذيول بني سلول، وفقدوا شرف انتمائهم لقبائلهم اليمنية الجسورة، وشرف لصوقهم بتراب الوطن الحر، وإذا كان الذين لم يختشوا لم يموتوا، فإنهم لم يقفوا عند هذا الحد، وإنما نراهم يتباهون بصفاقة ليس لها نظير بأنهم أكثر إخلاصاً من أية جماعة أخرى تقدم أي دعم للمتربصين باليمن وأعدائه، ليس للحصول على أعلى أرقام اللجنة الخاصة "المالية" وحسب، ولكن للحصول على أعلى "معدل" في خانة الخيانة الوطنية!
سنكون أكثر وضوحاً إن قلنا إننا لم نستغرب أن جماعة الإصلاح كانت هي "الماركة المسجلة" التي لا ينافسها منافس في العمالة السعودية، وكان كثير من قياداتها قد تشرب الوهابية في المدارس الليلية في مكة وجدة، والعمالة المالية بتوصيات خاصة من "ابن باز"، وبعد التخرج قاموا وبدعم من مشائخ الوهابية والأمير سلطان بن عبدالعزيز، فأنشأوا "المعاهد العلمية" التي لم تخلُ منها محافظة يمنية، لمقاومة الشيوعية في الجنوب، وإطلاق تهم الإلحاد على بعض الرموز الوطنية كـ"إبراهيم الحمدي وجار الله عمر وعمر الجاوي". نقول لم نستغرب إن كانت جماعة الإصلاح قد احتكرت حق العمالة للسعودية، إلا أننا نستغرب كل الاستغراب عندما تنضوي بعض الأحزاب المصنفة تحت بند "التقدمية" ومكافحة "الرجعية"، كقيادات وزعامات مشهورة تحت "مشلح" بني سلول، لتتآمر وبصفاقة نادرة ضد الوطن اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات