فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

قال مثقف -تنقصه الثقافة التاريخية- وهو يحاور ديواناً من الإخوة الأميين، إن السعوديين لم يبدؤوا حربهم إلَّا عندما استفزهم أنصار الله بتنفيذ مناورات بالقرب من حدودهم، وهذا هو السبب الرئيس الذي دعا الجيش السعودي. فعلى الفور وبسرعة مباغتة، قال أحد الأميين وظيفته طيان: ممكن أسألكم سؤالاً؟! هل صعدة تقع في فصل، مقاسم، بصيرة، فرز السعودي أم هي يمنية ملك لكل يمني؟! قال المثقف: بل هي يمنية أصيلة. وهنا قال الأمي: شكراً، لقد أجبت على السؤال. فضج الديوان: لقد أجبت، شكراً.
ما دام والمناورة جرت في أرض يمنية، فليس مسموحاً لأيٍّ كان، ولو كان حتى الدنبوع أو الإخواني اليدومي، أو رشاد العليمي، أو شيخ المانجو البركاني، أو قائد الجناح العسكري الذي سطا على أراضي جامعة صنعاء علي الأحمر، ليس من حق واحد من هؤلاء (المجاذيب) الاعتراض على أن تجرى المناورات في أرض يمنية.
ومن باب الذكرى، فإن السعوديين يحتفظون بسجل للغريق (نسبة إلى غرق) علي الأحمر، مفاده أن السعودية هي العدو والمنفذ والمتربص باليمن، ابتداءً من "تنومة"، مروراً باغتصاب "الوديعة"، وقبلها ثلاثة أقاليم يصلح كل إقليم ليكون وطناً جمهورياً (عسير، نجران، جيزان)، وحتى اتفاقية جدة المشؤومة.
ولنذكر الإخوة المثقفين بموقف "وطني" للأخ باجمال الذي قال عند رفضه لاتفاق ترسيم الحدود: "لن أكون أقل شأناً من علي صالح، فكما أعطيتموه أعطوني"، فأعطاه السعوديون مليارين، لا أعرف إن كان هذان الملياران بالسعودي أو بالدولار الأمريكي، فوقع غير عابئ بأحد. وأذكر قولاً بليغاً للأخ باجمال حين قال في حشد جماهيري بينهم من المخبرين: "من لم يغتن في عهد علي عبدالله صالح، فسوف يظل فقيراً إلى الأبد"!
إن من الخيبة أن يكون المرء مثقفاً ليكون شاهد زور على بلده. ومن العجيب أو الغريب أن يكون بعض المثقفين الذين هم ضد الأمية الوطنية متآمرين على وطنهم. فالعليمي محسوب على الناصريين كرفيقه حمود الصوفي والعتواني والبعثي سابقاً والإخواني لاحقاً عبدالوهاب، أما نائب خميس اليدومي، فمثقف كهربائي معروفة مهنته ومهمته في جهاز الأمن الوطني من زمان، متسلحاً بثقافة قرآنية أخذها من أصحاب الأخدود. وأخيراً فإن الأحرى بالمثقفين والأميين أن يقفوا على حقائق تاريخية تؤهلهم للخوض على علم بتاريخ السعودية في العهد الجاهلي القديم والجديد على السواء!

أترك تعليقاً

التعليقات