فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

مــآســي نظـــام صالــح لا تحصى، فقد ارتكزت سياسته في الحكم على نظرية «افسدوا ما استطعتم ولن أحاسبكم، وسوف أفسد ما أستطيع ولن تحاسبوني»، مع إضافة هامش: وخير الوطن بيننا مقسوم، والواحد يأكل من فوق رأسه لا من تحت أرجلهم. وأشهد أن الفاسدين أكلوا من بين أيديهم ومن خلفهم بموجب هذا «الأمر» الصريح الأكثر صفاقة واستخفافاً بعقل الشعب!
لن نتواضع فنسير سيرة فاسدي النظام، فنكرر ما يقولون «اذكروا محاسن موتاكم»، فلو أردنا أن نذكر حسنة من محاسن «الأفندم» قفزت أمامنا أرقام ملايين الدولارات مقابل تأجير ميناء عدن لنظام عيال زايد، والشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه جائع فقير مع أنه منتج للبترول، غير أن البترول وزع قطاعات للمشائخ وبعض القيادات، ولما كثر تذمرهم (المشائخ والقيادات) من الأفندم وجه فخامته بتسليم مرتبات الجنود يداً بيد، وهي رسالة واضحة من فخامته، مؤداها أن الآلاف من هذه الأسماء برتبها المختلفة وهمية لا وجود لها، يعرف ذلك يقيناً أصحاب عبارة «اذكروا محاسن موتاكم»، بمن فيهم أصحاب حسن النية من جهاز إعلام المجلس السياسي - حكومة الإنقاذ، وهي مطالبة بأن تكشف ملفات كيلا نقتدي بـ»كلما جاءت أمة لعنت أختها».
لا نكتفي بإجماع الأمة أن نظام صالح نظام فاسد، بل نريد أن نوثق هذا النظام الفاسد بالأرقام، فهل يعقل أن كثيراً من قطاعات البترول وزعت بين المشائخ، وأن النظام السابق كان يصرف الشهداء لقيادات عسكرية «يتم صرف 30 شهيداً لفلان»؟!
من حقنا «كشعب يرحم الله» أن نطالب القائمين على الشعب الذي يرحم الله، بفتح ملفات الفساد، ليس ذلك وحسب، بل بتحريك الملفات الحبيسة بأدراج الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، واستنطاق مئات الألسنة المذعورة لتدلنا على ملفات أرادت أن تصعد فحبست، لنعرف أننا نعيش زمناً جريئاً لا نخاف فيه فرداً أو جماعة من قول الحق! كي لا يطمع الذين في قلوبهم مرض في جهاز الدولة، فيفسدوا كما أفسد الذين من قبلهم، فما أكثر الاتنهازيين في مؤسساتنا الحالية الذين يظنون أن الصرخة مقابل الهبر واللصوصية.

أترك تعليقاً

التعليقات