فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وأنا أقرأ كراسة ابني مصطفى (أول ثانوي - لغة عربية) لا أقول فوجئت، وإنما فجعت، فكان المدرس أو المدرسة طلب إلى مصطفى أن يعرب جملة: "الحكومة ترعى الفقراء"، فكتب: الحكومة: فعل ماض، وترعى الفقراء: نافية لا محل لها من الإعراب! فضحكت لأمرين: الأول: واقع الحال، فالدولة لم ترع الفقراء وإنما الواقع أنها تبالغ في رعاية نفسها، بدليل أن رئيس حكومة الإنقاذ وهو أستاذ جامعي بالمقام الأول غرروا أو ضحكوا عليه حين قرر طرد أساتذة الجامعة عند بلوغهم السن التقاعد بعد أن عدلوا -وفق عبارة وبناء على التفاهم الشفوي مع وزير التعليم العالي- قراراً وزارياً سابقاً بفقرة جديدة مشؤومة هي الفقرة (ب)، متجاوزين حكما صادراً لصالح فقراء الجامعة الذين مازالوا يبذلون جهدهم في التعليم الجامعي حتى الآن ومهددين بالطرد إلى الشارع دون اعتبارهم لسنوات عمرهم الماضية في العلم والتعليم. والسؤال أن الشارع يسأل: هل هناك سياسة توافقية بين النظام السعودي الملعون ونظام حكومة الإنقاذ؛ إذ النظام السلولي يطرد الأكاديميين من الجامعات إلى الحدود والحكومة اليمنية تطرد الأكاديميين إلى الشارع؟!
ونحن نطرح هذا الأمر أمام الأخ مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، والأخ محمد علي الحوثي، المسؤول عن المنظومة العدلية، وأمام الأخ يحيى الراعي، رئيس مجلس النواب والمشهور بالتعامل مع الحق، وأمام الإعلام الحر الذي ينبغي أن يتعاطف مع أساتذة الجامعة لتصبح قضيتهم قضية رأي عام، فأستاذ الجامعة كلما ازداد علماً ازداد انفتاحاً في الرؤية وقدرة على العطاء، علما بأن الأخ القاسم العباس الذي ينتمي للدوحة العلوية الشريفة وعلى قمتها مجاهد الظلم والظالمين الإمام الحسين سيد الشهداء يمكنه أن يلغي الفقرة (ب) من القرار الوزاري الجديد ليتلافى دعوة المظلومين الذين ليس معهم إلا الله والسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي يفقه قول الله: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". أما سبب ضحكي الثاني فمع حديث آخر.

أترك تعليقاً

التعليقات