فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من المسؤول عن التعليم في اليمن؟! سؤال نعرف الإجابة عليه وهو مؤسستان: الأولى هي وزارة التربية والتعليم، تبدأ إشرافاً وتربية وتعليماً من الصف الأول أساسي حتى الثالث ثانوي، ويفترض أن يكون الطالب قد وقف في هذه المرحلة على خط عظيم من المعرفة والتربية البنائية التي تمكنه من التعامل مع الحياة بشكل واقعي وعملي، ويفهم هذه الحياة فهماً نفعياً وظيفياً ليسير ليس وفق ما تقتضي هذه الحياة على نحو (جبري) قاهر وحسب، وإنما يحاول هذا الإنسان (الثانوي) أن يستخدم هذه الطبيعة القاهرة -ولو إلى حد من النفعية البرجماتية- لمصلحته على صعيد الأسرة كوحدة صغيرة، وصعيد المجتمع كبنية أنثربولوجية متكافئة ومتكاملة، بتعبير آخر إن وصوله إلى المستوى (الثانوي) يجعله ضمن معطى التفاعل سلباً وإيجاباً، باعتباره بنية فاعلة في سياق حركة الحياة نفسها. ولهذا تحرص هذه المؤسسة الأولى أن تختار آليات ممتازة إعداداً وتأهيلاً كمشروع (مهدّف) ذي رؤية خاصة وعامة.
جواب: ماذا نريد؟ وأين؟ ومتى؟ وكم؟ وكيف؟! ولقد فشلنا هنا في اليمن من أول وزارة تربية وتعليم حتى المؤسسة الثانية مؤسسة التعليم الجامعي، أو كما يسميه الرسميون التعليم العالي -بهتاناً وظلماً- لأننا فاقدو الرؤية الصحيحة، مما نتج عن هذا السلوك البدائي (القفز من فوق أسوار المدرسة) وصولاً للعب (البلايستيشن) بالنسبة للتلاميذ وصولاً إلى الهروب من الواقع المرير ظلماً وتجاهلاً يمثله الأستاذ العجوز في مرحلة الجامعة وما جاورها أو على الأصح الجامعة وأخواتها، مما يجعل هذه المؤسسة الثانية أو على أكثر تقدير المؤسسة المبدعة ليست تنتج إلا (طاقاً) واحداً كما يسميه الميكانيكيون حصيلته هذا الغثاء، لتسير المؤسستان التعليم الأساسي والثانوي سيراً آلياً في عجلة الروتين المقدس من المنزل إلى الخدمة المدنية، وهي "برزخ" الحياة الدنيا، مما يجعل قيادة المؤسستين مجرد "حانوتي" قد لا يجد جواباً لسؤال: أين المكان الفارغ لدفن الجثث؟!

أترك تعليقاً

التعليقات