فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا أعرف إن كان مؤتمر التعليم قد انفض أم ما يزال، أم أنه لم يُعقد حتى الآن! ليس لأني حاقد أو ربما مرجف - كما قد ينتهي بعض الارتجاليين؛ ولكني -فيما يبدو، وهذا طبع- أكره «الفنتازيا» التي يحبها الممثل المصري عادل إمام، الذي لاحظت في الأيام الأخيرة أنه يحب «اللمّة» (الحشد) كما في فيلميه: الأول «السفارة في العمارة»، والثاني لا أذكر عنوانه؛ ولكن له ارتباط؛ لعله «التجربة الدنمركية»!
أقول: لا أعرف إن كان لهذا المؤتمر برنامج محدد - إن كان سيعقد، أو توصيات محدودة - إن كان قد عقد! ولا بأس أن أذكر أن بعض الأنشطة الإنسانية الثورية توجهات تعبر عن نوايا طيبة أساسها الانفعال الراغب في التميز أو لفت الأنظار، لإنجاز الفرق بين عهد وعهد ونظام ونظام؛ ولكن يُستحب أن يكون الدافع عنواناً مدروساً، فلقد هيأ الإعلام الحكومي في فترة سابقة جواً مناسباً للميثاق الوطني الذي كان فكرة الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، ولم يحقق أهدافه حتى الآن، بل جاء علي عفاش المعفوش وبتأثير من الحسد فأجهز على ما بقي من آثاره. وأخشى أن تكون الرؤية الوطنية قد سارت أو تسير في الاتجاه نفسه، بل أخشى أن يكون الذين وضعوا الميثاق والذين وضعوا الرؤية الوطنية -أقول وجهة نظر- ليسوا على كفاءة في التطبيق، ليس حسداً على ما أصابوا من (بلغ) الدنيا، وهذا شأن جهات اختصاص اقترحها سيدنا الإمام علي عليه السلام في عهده إلى سيدنا الأشتر النخعي واليه على مصر، حين كلفه بمتابعة سلوك عمال الأنصار؛ ولكنا قلنا ذلك على سبيل أن نطبق «مدونة» أنصار الله، بحيث أن «يوافق كل شنّ طبقة»، أن يكون المسؤول ملبياً لرغبة الجماهير بالقدوة، ولا بأس أن تصدر أفعالنا عن انفعال، فهذا شيء مهم؛ ولكن ليس عن ارتجال، فالارتجال عدو للتصور والبرمجة والتخطيط، وصديق مخلص للإسراف في أموال الرعية. وكنت أتمنى لو واجه المؤتمر -إن كان قد عقد أو في طريقه للانعقاد- أسئلة مثل:
1 - سبب رداءة التعليم في بلادنا وبشكل صريح وحر ودون مواربة؟
2 - استبعاد الألغام من المناهج التي زورت الدين والدنيا؟
3 - ما يريده المواطن العربي المسلم من المنهج الجديد في اليمن؟
4 - ما يريده الأعداء من المنهج الجديد في اليمن؟
وأخيراً في جلسة مفاوضات خان الأمة «أنور السادات» في «كامب ديفيد» في 17 أيلول/ سبتمبر 1978، وحرص الحاخام المتعصب مناحيم بيجن، رئيس الكيان الصهيوني على أن تحذف آيات الجهاد وما يتعلق باليهود من المنهج المصري، باعتبار ذلك عداء للسامية. وكان على الرئيس كارتر (وسيط كامب ديفيد) ألا يكتب هذا الموضوع في محاضر الاتفاقية، على أن يعمل السادات خطة هادفة لإنجاز هذا المقترح في المستقبل... الخ.
والله وحده من وراء القصد وليس غير.

أترك تعليقاً

التعليقات