فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا - 

يعود مئات آلاف الطلاب إلى مدارسهم بعد عطلة طويلة ضيع كثير من الطلاب ما حصلوه في فترة سابقة.
كنا نود أن يكون "العود أحمد"، غير أن المنهج نفس المنهج والأستاذ نفس الأستاذ والأرقام المالية المخصوصة للتربية والتعليم كما هي وربما إلى الزيادة!
منهج متخلف يكرس الأمية من خلال المحذوف والمقرر والتكرار والتلقين الضار والتبعية السلبية. ومما ينتج عن ذلك التقليد الأعمى وطمس الشخصية والاعتماد على أن هناك أوليات لو طبقناها لاختلف الحال ولانطلقت المواهب الحبيسة، ومنها عدم إسناد الاختصاصات لأساتذة غير اختصاصيين كأستاذ اختصاصه علوم ليدرس الرياضيات ومدرس لغة عربية لاختصاص في الكيمياء..
إن كثيراً من المدارس تلجأ لهذه المخالفة لسد فراغ المدرس الاختصاصي، وبخاصة في الريف، ويظل مديرو المدارس يبحثون عن اختصاص بعينه طيلة العام الدراسي ولا يجدون، ثم إن كثيراً من مدراء المدارس غير مؤهلين إدارياً وتربوياً وبعضهم يلوذون بالرشوة للموجهين فيستمر الوضع كما هو بل أسوأ مما هو..
ولم نعهد في مدارسنا فرصاً لتشجيع المواهب، مما يولد الإحباط. ومما يؤسف له أن التربية والتعليم خالية الوفاض تستمر في ضلالها القديم، وهو التلقين البليد، إذ لا نجد ـ للأسف ـ أي مشروع لإدخال خط واضح لمواكبة الجديد على مستوى المواد وطرائق الابتكار والاكتشاف، ويستحي المرء أن يقول -مع أن الواقع- إن كثيراً من الموجهين يتسابقون على التوجيه وهم غير مؤهلين، ويشعر المرء بالحرج حين لا يوجد طالب ماجستير أو دكتوراه لغة عربية يجيد بدائيات الإملاء أو يكتب موضوعاً في التعبير، وإذا كتب فعشرات الأخطاء في النحو والإملاء وركاكة التعبير.
والسؤال: ما هي عوائق الأداء الجيد في جهاز التوجيه التربوي؟
إن هذا السؤال موجه لوزير التربية والتعليم، ويتبعه سؤال فرعي آخر: متى تضعون خطة لمواجهة المجتمع بمشكلات الواقع التعليمي؟ وسؤال أخير: هل يعني هذا السؤال شيئاً للوزير شخصياً؟
بكل الصدق إن وضع التربية والتعليم مأساوي، فكيف نعالجه؟

أترك تعليقاً

التعليقات