فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

يستمر العدوان في استهداف مدن وقرى اليمن حتى في شهر الصوم صباح مساء. إنه عدوان طاغية الحرمين الشريفين، وقد كان على هذا الطاغية أن يتقي الله تعالى وينثر على شعب اليمن العربي المسلم بعض ما رزقه الله من خير وفير ورزق كثير، لاعتبارات كثيرة، فللجوار حقوق ولقرابة الدم والعربة وللإسلام حقوق، بل نحن والله في غنى عن هذه الحقوق التي يفترض أداؤها ديناً وقرابة وجواراً، ليكون الطلب منهم أن يكفوا أذاهم عنا، تدميراً وقتلاً ومؤامرات، بل إن شعب الجزيرة في أرض نجد والحجاز بمسيس الحاجة للعيش الضروري، بعد أن أفقرته سياسة الطغيان التي -وبينَّة سوداء لاستئصال شعب جار عربي مسلم- استقدمت من أجل هدم بنيانه كل إمكانات الفناء والشر على كافة المستويات، دون أن ترعوي، ودون أن تقف على الأقل، كما كان يصنع آباؤهم في عصور الجاهلية، احتراماً للأشهر الحرم وصلة الرحم والجار ذي القربى والصاحب بالجنب.
لقد كان الجاهليون، مقارنة ببني سعود، يحترمون من دخل في جوارهم حتى من الأعداء أو ذوي القرابة، ويعطون مما رزقهم الله السائل والمحروم، ويستنكفون عن الغدر ومباغتة أعدائهم، لأن الغدر والمباغتة في عرفهم الجاهلي دليل على الضعة والجبن والخلق الذميم، أما بنو سعود فقد بلغوا في الجبن والدناءة ما جعلهم يتجاوزون كل معاجم الانحطاط والحقارة والسفالة، وما في قواميس الرذيلة والأخلاق والقبح، ما جعلهم سخرياً لعالم الماضي والحاضر والمستقبل، فلقد عرف العالم أقصاه وأدناه أن هذا العدوان غير مبرر وغير طبيعي، فهو الجنون بعينه، يرجع على بني سعود بالوبال والثبور وكل الويل، فشعب الجزيرة العربية يشارف على المجاعة جراء سياسة مراهقة مغرور، تستنفد ثروة كانت قادرة أن تجعل كل أبناء العروبة والإسلام من أقصى الخليج إلى أقصى المحيط، يعيشون في رفاه من رغد العيش.
إن سياسة الملك السعودي حرمت على أبناء الجزيرة ما جعلهم يقفون أذلاء على أبواب بنوك العالم يقترضون المال، لا ليواصلوا عدوانهم وحسب، وإنما لابتياع حبوب القمح والدواء والسكر والسكينة الفقيدة!

أترك تعليقاً

التعليقات