فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الأخ فضول تعزي، المحترم
تحية تقدير، وبعد:
كان عليّ أن أحرر هذه الملاحظة كتابة، ولكني رأيت أن تسمعها هاتفياً من رقم عام. وأنا أتابع «فضول تعزي» بإعجاب شديد وكل التحية للأستاذ صلاح الدكاك الذي عرفه الجميع كاتباً مرموقاً في صحيفة «الجمهورية» التي كانت في التي كانت تعز رحمها الله، للأسف ماتت بيد أبنائها (العاقين) لا سامحهم الله.
أخي الفضولي العزيز، إذا عندكم ثقة بديمقراطية حقيقية في عهد حكومة الإنقاذ أرجو أن تنشروا ملاحظتي، وهي سؤال: هل هذه اللجان التي تذهب لتدشين «إعصار اليمن» تستلم ما يطلق عليه بدل السفر، أم أنها تسافر متطوعة ولا ترهق خزينة الحرب أموالاً طائلة؟! وكم هو بدل السفر المقرر؟! إن النظام المقبور كان يبدد مال الدولة في عنوانات مختلفة، كبدل أسفار وانتقال ومكافآت... إلخ، وأنا أريد أخي «الفضولي» العزيز أن أشير إلى ضرورة تطهير سمعة حكومتنا الإنقاذية من سوء السمعة، فالهوامير لا تموت، ولو كانت هناك عشرات علب «الفلاش» و»الفليت» لا تكفي لتطهير «هامور» واحد!! أتمنى أن يتبرع رؤساء لجان التحشيد ليس بتمويل اللجان للسفر إلى المناطق التي سوف تحتشد فيها، وعلى الأقل يقومون بمؤونة أنفسهم. لقد كانت المقاومة الشعبية، حين حاصر السعوديون بمرتزقة بدو اليمن وغجر الأردن وإنجلترا أيام السبعين يوماً، كانت قدوة في الإيثار، بل إن فتيات «شعوب» و»الزمر» و»الصياح» كن يجندن أنفسهن لصناعة الخبز صباح مساء للمقاومة الشعبية التي هبت من أقاصي الشمال والجنوب للدفاع عن الثورة والجمهورية.
لقد كان صاحب موزع يتقاسم مع أخيه الصعدي وإخوانه من يافع وحوطة لحج والمسيمير والعواذل والمكلا لقمة العيش، وتماهى الماركسي والناصري والبعثي والإسماعيلي والشافعي والزيدي... تماهى الكل من أجل الدفاع عن جمهورية قامت لإزالة المرض والفقر والتخلف والطائفية والفئوية، وأن يعيش كل اليمنيين في كل اليمن تحت ظلال الحرية والعدل، على حد تعبير الزعيم جمال عبدالناصر، كلهم سادة وكلهم عبيد الله الواحد القهار.
إن ما يحصده الشعب اليمني من انتصارات مؤزرة ميمونة إنما تؤكد ما عليه اليمنيون من إيثار وتواد وتعاطف وثبات إيمان.
إن السعودية تغامر للمرة الثانية لتحقق في عشرينيات القرن الثاني بعد الألفين ما عجزت عن تحقيقه في ثلث القرن الأول بعد الألف، كي يسقط تاريخ اليمن خلال سقوط صنعاء التي تطاول الشموس. فمزيداً من الإيثار ونكران الذات حين نحشد ونحتشد.

أترك تعليقاً

التعليقات