فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شباب متقد الشعور، شديد الغيرة، مرهف الإحساس، فاقد العمل في ذروة القوة ناهز الأحلام، يرى أسرته تتضور جوعاً يمتهنها السؤال ويحتقرها البلاطجة. ماذا سيفعل هذا الشاب وقد تخلى عنه مجتمع مشغول بقوت أطفاله، ومسؤولون صاغهم نظام أناني فاسد لا يهمه غير جمع دماء الضعفاء في «قرب» بنوكهم في الخارج قبل الداخل، ويسنّون كل يوم وليلة قوانين ولوائح لكيفية تكبير ثروات أسطورية تكفي لعشرات الأجيال ترفيهاً وسلوكاً خارج الدين والعادات والتقاليد والأعراف، ومن ذلك عرف «إذا ابتليتم فاستتروا»؟!
ماذا يفعل هذا الشاب وقد انسدّت أمامه كل أبواب العمل الشريف والقدوة الحسنة؟! فإذا بخادم الحرمين الشريفين وأشقائه من أمراء الأعراب يمدون هذا الشاب بأسلحة من الجو بأسراب من حقائب السامسونايت الملأى بالريالات والأسلحة والذخيرة الحية، فتسقطها طائرات الشحن على «عصيفرة» و»المنتزه» و»مفرق شرعب» و»جرب المخلف» ومطار تعز القديم...!
يشق على المرء أن يرى الحالمة، التي كانت تعز، وشوارعها الجميلة وحاراتها «تفحط» فيها سيارات الشباب المرتزق في أعمار الزهور؛ فيقفز إلى ذهنك سؤال فاجع رهيب: أما كان أحرى أن تضم هذه الأجساد الغضة الطرية جدران المعاهد والجامعات والمدارس بدل أن تحويها جدران اللحود ويلفها ظلام القبور؟!
يا أهل التي كانت تعز، يكفي زعماؤكم عمالة وخزياً وخراباً وعاراً!

أترك تعليقاً

التعليقات