فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لثلاثة عقود متوالية، عمل نظام صالح وفق خطة حزب الإخوان على فتح نافذة مالية باسم الدين لملء جيوب المتنفذين الذين تقاسموا الثورة فيما بينهم على حساب قوت الشعب المحروم ومقدراته، فاخترع ضمن ذلك آلية سماها «بند القدس» والتي يدفعها كل موظفي الدولة، تعاقداً أو ترسيماً، وكان هذا المال باسم الجهاد في قضية فلسطين، ولا مانع أن تُصَفّ «المقاطب» و»الشيلان» في ساحات المساجد والمناسبات لتحصيل ملايين الريالات، وتحويل جزء يسير لصالح إخوان «الأقصى»، والباقي إلى جيوب إخوان الميثاق الوطني بقيادة الشيخ الأحمر، الذي أتاح لبعض خطباء المساجد «البكائين» مصرف «العاملين عليها»، إذ قاموا ببناء المنازل وشراء السيارات وزواج الأمهات وكذلك البنات من هذا «المصرف» الوفير!
كان «الزعيم» بالغ الدهاء والذكاء، وببركة هذه الموهبة وزع الوظائف واخترع الأسماء المناسبة لتكون درعاً لتبرير النهب والسلب، ولا بأس أن يقتطع بعض المال تمويها وتضليلاً. ولسنا ملزمين بفتح كشف حساب لمساءلة «الزعيم» أين ذهبت عشرات الملايين التي استلمتها «جمعية الصالح» لبناء المسجد أو من أجل مشروعات خيرية أخرى، أو عشرات بل مئات الملايين التي امتدت إليها كف صالح من تجار اليمن والخليج للقضاء على الشيوعية الكافرة قبل وأثناء حرب الفتوى الإخوانية السلفية ضد الجنوب 94، وحرب الأفغان في وسط الثمانينيات، فتلك مهارة من مهارات اشتهر بها الزعيم. والمثير للغيظ أن فخامته أسس مذهب جباية قبيحا جعل أصحابه الخونة والأوفياء الذين افتقدوه يكررون عبارة حقيرة: «كان الزعيم يأكل ويؤكل»!!
هل من قادر أن يقول كلمة حق ليقول لنا أين ذهبت الأموال التي كانت قد خصصت لنصرة بيت المقدس ولأهلنا في فلسطين المحتلة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات