فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الفاسدون مكون أساسي وأصيل للثورة المضادة. والفاسدون (أي الثورة المضادة) هم الذين يفقدون مع أي ثورة مصالحهم الخاصة، وهم وارثو الفساد من العصر ما قبل العثماني والعصر الإمامي والعصر الجمهوري حتى الآن، فقدوا الأراضي المستباحة والمقاولات الجنونية والثروات الأسطورية والاستثمارات التجارية، حتى على مستوى السياكل وباصات الأجرة، وبأمر زعيم الحكومة الذين أكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم وعن شمائلهم وأيمانهم، حتى قال رئيس الحكومة المرحوم باجمَّال على رؤوس الأشهاد: "من لم يغتن في عهد علي عبدالله صالح فلن يغتني أبداً". واشترط لتوقيعه على اتفاقية الزعيم اليمني مع الملك "الحدودي" ضرورة أن تمنحه المهلكة المبلغ نفسه الذي صرف لفخامة رجل الاستثمار الأول في اليمن، وهو مبلغ الـ20 ملياراً، لا ندري مليار ريال أو دولار أو جنيه إسترليني! وقد كان فضولنا اقتراح أن يقوم سعادة النائب العام، ومن خلال قانون خاص، باسترداد ثروات الأمة من جيوب هؤلاء المجرمين الناهبين، فلماذا يضيق بعضهم من الحديث عن الفساد والمفسدين؟!
إن الفساد المركوم لا تستطيع بلدوزرات جبارة أن تزيله من على كاهل اليمنيين، ولا حتى كاسحات الألغام! هؤلاء الفاسدون كانوا أصحاب قرار وسلطة، نواباً في البرلمان، وزراء ونوابهم ووكلاءهم في الحكومة وأصهار وأنساب وأصدقاء فخامته، كما لو كانوا مستثمرين شركاء وعساكر ومثقفين وعلماء وحزبيين وخبراء يفهمون في غسيل الأموال وموظفين في المطارات والموانئ يسهلون عمليات تهريب الأموال بعيداً عن مراسلة بنوك الخارج وعيون الفضوليين.
لا أعلم إن كان هذا الموضوع موضوع محاسبة الفساد والفاسدين من اختصاص النائب العام أم لا! مجرد فضول!
لقد هالني ما سمعته عن ثروة زوجة شقيق رئيس جمهورية واق الواق! وليس غرابتي من الأرقام الفلكية لهذه الثروة، وإنما الغرابة في معرفة هذه المرأة مقدار هذه الثروة، وهل هي قادرة على قراءة الأرقام بالعربية أم بأي لهجة؟! فسبحان الله العظيم!

أترك تعليقاً

التعليقات